الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

أتصدق شهريا بمبلغ 300 ريال من راتبي، وأود أن أخرج منها مبلغ 100 ريال لوالدتي كصلة لها شهريا، علما بأنها قد لا تحتاجها لوجود والدي الذي ينفق عليها، فسيكون ما أتصدق به 200 ريال و100 صلة، السؤال هو: أيهما أفضل؟ وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد

فشكر الله لك حرصك على الخير ورغبتك فيه، ثم اعلم أنك مأجور إن شاء الله على ما تفعله من الخير، وبرك بأمك وإحسانك إليها من أعظم القربات التي تتقرب بها إلى الله تعالى، فإن كان إعطاؤك هذا المال لها يدخل عليها السرور وكان فيه نوع من التوسعة عليها، فالذي نرى أن تدفع إليها هذا المال وإن لم تكن بها حاجة إليه، وإنما ذلك لمجرد التوسعة عليها، وذلك حرصاً على برها ورغبة في رضاها، فإن رضا الرب من رضا الوالد، كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم.

وتكون بذلك جامعاً بين المصلحتين مؤدياً لكلتا العبادتين، بر أمك والإحسان إليها مع الصدقة على المحتاجين، ولو جعلت صدقتك على حالها حرصاً على المداومة على الطاعة وجعلت لأمك نصيباً آخر من مالك إن كان ذلك لا يضر بك كان ذلك حسناً، وقد قال تعالى: وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ {39}، ونسأل الله أن يوفقنا وإياك لما فيه رضاه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني