الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نظمي وقتك بما يحقق لك الجمع بين حفظ القرآن وغيره من الأعمال

السؤال

التحقت بدورة حفظ كتاب الله، وكنت متحمسة جداً للحفظ، كنت أحفظ 6 صفحات، وأثبت وأربط بين الصفحات وأراجع على ما سبق كل يوم، وكنت أخطو صحيحا، وتغيرت حياتي وصرت ملتزمة أكثر من أول ومرتاحة وصار لي أشياء حلوة، ومنها طلب أحد من الأهل نرى بعضا حتى يتقدم لي إذا أردنا بعضا طبعاً مع علم أهلي رأينا بعض، وأردنا بعضا، لكن لم يتقدم وكنت بصراحة أنتظره، فلم يأت وبدأت أتكاسل عن الحفظ، ثم مرضت أختي بفشل كلوي الله يبعده عن كل مسلم، وكانت صدمة كبيرة لي ولأهلي، فصرت بين اليومين أو 3 أحفظ 6 أو4 صفحات لأني كنت أذهب مع أختي المستشفى لأنها في بعض الأحيان تنام في المستشفى وأفكر في نفس الوقت لماذا لم يتقدم لي، فسمعت أنه يبني البيت ولا يزال يريدني ففرحت، ولكن ما يضايقني أنني أصبحت لا أحفظ أبداً فكل يوم أقول سأبدأ الحفظ ولكن يصير شيئا فلا أحفظ أو بعض الأحيان أكون فاضية وأيضا لا أحفظ شيئا، ساعدوني يا شيخ لأني في بعض الأحيان أتضايق وأبكي وأهلي يفهمونني خطأ، الله أعلم بي أني متضايقة بسبب الحفظ، أريد أن أحفظ القرآن مثل الأول، ساعدوني وأرجو الرد بسرعة لأني متضايقة جداً؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد سبق بيان الأسباب التي تعينك على حفظ القرآن في الفتوى رقم: 132308، أما ما يتعلق بهذا الخاطب فاعلمي أن الأمر كله لله، وما كتبه الله لك سيكون وهو سبحانه أعلم بما فيه الخير لك، ففوضي الأمر إليه وأحسني الظن به، واجتهدي في دعائه فإنه قريب مجيب.

وأما انشغالك بتمريض أختك نسأل الله لها الشفاء فهو من الأعمال الصالحة التي يحبها الله ويثيب عليها بالأجر الكبير، لكن عليك أن توازني بين واجباتك وتنظمي وقتك بما يحقق لك الجمع بين حفظ القرآن وغيره من الواجبات والأعمال، واحذري من كيد الشيطان، وأن يلقي في قلبك اليأس، ويخذلك ويثبطك عن الأعمال الصالحة، فالمؤمن لا ييأس وإنما يبذل ما في وسعه ويستعين بربه ويسأله التوفيق والسداد.. وللمزيد في هذا الموضوع يمكنك التواصل مع قسم الاستشارات على الموقع.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني