الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الاستغاثة برحمة الله تعالى ودعاء صفاته

السؤال

ذكرتم في فتوى سابقة أنه يجوز الاستغاثة برحمة الله لحديث (برحمتك أستغيث)، لكن أشكل علي الجمع بين ذلك وبين القاعدة التي حكى شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله الإجماع عليها بأن مناداة صفات الله تعالى حرام، ومعلوم أن الاستغاثة من أنواع الدعاء، والدعاء فيه نداء.. فهلا بينتم لي الأمر؟ وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن الاستغاثة برحمة الله تعالى إنما هي استغاثة بالله تعالى وتوسل إليه بصفة من صفاته وليس فيها نداء للصفة، وإنما المنادى هو الله تعالى، كما في الحديث: يا حي يا قيوم برحمتك استغيث. رواه الحاكم والترمذي وحسنه الألباني. ومثلها سؤاله تعالى بعلمه وقدرته في قوله صلى الله عليه وسلم: اللهم بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق أحيني ما علمت الحياة خيراً لي... رواه الحاكم وصححه الألباني.

ومثلها الاستعاذة بصفاته تعالى في حديث مسلم: اللهم أعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك. انتهى، وفي حديث أبي داود: وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي.. وقال شيخ الإسلام: والاستغاثة برحمته استغاثة به في الحقيقة كما أن الاستعاذة بصفاته استعاذة به في الحقيقة، وكما أن القسم بصفاته قسم به في الحقيقة. انتهى.

وأما دعاء الصفات نفسها فهو ممنوع لأن الصفة غير الموصوف، كما قال شيخ الإسلام: إن مسألة الله بأسمائه وصفاته وكلماته جائز مشروع كما جاءت به الأحاديث، وأما دعاء صفاته وكلماته فكفر باتفاق المسلمين.... انتهى.

فالداعي إذا قال يا قدرة الله أو يا رحمة الله أو يا كلام الله كأنه جعل هذه الصفة شيئاً مستقلاً عن الموصوف فالصفة ليست هي الله تعالى حتى تنادى وإنما الصفة تابعة للموصوف، فالدعاء يكون للإله الخالق لا لشيء من صفاته.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني