الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا يسوغ ترك الاستمتاع بالزوجة خشية خروج المذي

السؤال

أنا أقبل زوجتي وأحضنها إلا أنني تحاشيت ذلك؛ لأني أخشى أن يخرج مني مذي لدرجة أن زوجتي قالت أصبحت أفكر أنك أصبت بعين (حسد) معي. خصوصاً أن الإنسان لا يشعر بخروج المذي كالبول والمني، والذي شككني هو أني قبلت وحاولت تجاهل خروج المذي إلا أني لم أستطع فنظرت فرأيت مذيا فأصبحت أخشى خروجه في كل قبلة أو مداعبة أو حضن لزوجتي، فأفيدونا؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن خشية خروج المذي لا يسوغ أن تتحاشى معاشرة أهلك، فخروج المذي لا إثم فيه ولا في سببه إذا كان سببه مداعبة الأهل، وتذكر أن علياً رضي الله عنه كان مذاء، وطلب المقداد أن يستفتي له النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك فأمره بنضح الثوب إذا رأى أنه أصابه شيء، وأن يغسل ذكره ويتوضأ ولم ينكر عليه عمل ما يسبب كثرة خروج المذي. والحديث مذكور في الصحيحين وغيرهما أنه قال: كنت رجلاً مذاء فاستحييت أن أسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم لمكان ابنته، فأمرت المقداد فسأله فقال: يغسل ذكره ويتوضأ. وفي رواية رواها أحمد والترمذي وحسنها الألباني أنه قال: كنت ألقى من المذي شدة، وكنت أكثر منه الاغتسال، فسألت عن ذلك فقال: إنما يكفيك أن تأخذ كفا من ماء فتنضح بها من ثوبك حيث ترى أنه أصابه. انتهى.

وقال شيخ الإسلام: الأقوى في المذي أنه يجزئ فيه النضح وهو إحدى الروايتين عن أحمد... انتهى. وبهذا يعلم أن الأمر ليس فيه ما يدعو لتحاشي الإنسان لأهله، وغاية ما يلزم منه غسل الذكر والوضوء ونضح الثياب وهذا أمر في غاية السهولة، وراجع في ذلك الفتاوى ذات الأرقام التالية: 50657، 124648، 68700، 31363.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني