الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

أنا شاب أعمل في إحدى الدول الخليجية، افتتحت الشركة التي أعمل بها فرعا جديداً في دولة أخرى، وقد تم ترشيحي لأستلم الفرع هناك، سؤالي بأني كنت مترددا كثيراً من هذا الأمر لما فيه من مسؤولية علي على الرغم من أن مديري واثق من قدراتي، لكنني لي ظروفي وهي أني مقبل على الزواج، وكاتب كتابي على فتاة، وهي تنتظرني في بلدي كي أصحبها معي في الصيف القادم، وأيضاً أنا أعيل أمي وإخوتي وأساعدهم فلي مسؤوليات كثيرة، المهم أني أستخرت الله كثيراً، وأيضا حاولت كثيرا مع مديري بأن يعفيني من هذه المهمة، لكن الإدارة العليا كانت مصممة علي، وقال لي إنه لم يستطع أن يرفض، وإنني إذا رفضت فسوف يؤثر علي سلبا عند الإدارة.. سؤالي: هل يعني ذلك أنه إن شاء الله بادرة على أنه خير لي بإذن الله، حيث إنني حاولت كثيرا بأن أدفع هذا عني لكنني ما استطعت، أنا في حيرة من أمري، لكنني مؤمن بأن الله هو الرازق الذي بلطفه نحيا وهو عالم الغيب، لكن أريد نصيحتكم التي أعتز بها وأثق بها كثيرا، بماذا تنصحونني أرجوكم؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله تعالى أن يوفقك ويسددك، ثم اعلم أخي الكريم أن الاستخارة دعاء بلفظ وحال مخصوص، فلو استخار العبد محصلاً شروط الإجابة فلن يفعل إلا ما فيه خيره وصلاحه وعافيته، ولو لم يكن ذلك على وفق مراد نفسه، فإن محبة الإنسان للشيء لا تدل بالضرورة على صلاحيته، فلربما كانت مصلحة الإنسان في ما يكره ولكنه لا يدري، لأنه لم يطلع على الغيب، كما قال الله تعالى: وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ {البقرة:216}، وقال سبحانه: فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا {النساء:19}، وراجع في ذلك الفتوى رقم: 121036.

وطالما أنك قد استخرت الله تعالى متجرداً ومتوكلا عليه، ثم أملت عليك ظروف عملك اختياراً معيناً، فإن شاء الله سيكون فيه الخير، ولا حرج عليك أن تكرر الاستخارة كنوع من الإلحاح في الدعاء، كما سبق بيان ذلك في الفتوى رقم: 7234، والفتوى رقم: 7235... ثم نبشر السائل خيراً، فإنه كما ذكر يعول أمه وإخوته ومقدم على الزواج، وكل هذا من أسباب التيسير والعون من الله تعالى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني