الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

طلب فتوى
البنت / حيث إنها الوحيدة الباقية من عائلة كانت تتكون من سبعة أشخاص توفوا جميعاً كالتالي :
1- اليتيمة
2- توفي والدها عام 1422هـ
3- والدتها توفيت بحادث سيارة مؤلم عام 1430 هـ
4- أخوها توفي بحادث سيارة مؤلم عام 1430 هـ
5- أخوها توفي بحادث سيارة مؤلم عام 1430 هـ
6- أختها توفيت بحادث سيارة مؤلم عام 1430 هـ
7- أختها توفيت بحادث سيارة مؤلم عام 1430 هـ
وقد خلف والدها رحمه الله أموالاً وعقاراً وأسهماً وقد ورثت من والدها قسما ضئيلا جداً وذلك لمشاركة إخويها وأختيها في النصيب وكان لها 1/7 الباقي بعد نصيب جدها لأبيها / 1/6 وجدتها لأبيها / 1/6 ونصيب والدتها 1/8
س- هل تحرم الأخت من نصيبها من إخوتها الأشقاء بالميراث لوجود جدها لأبيها أم هل تقاسمه النصف أم هل يجب أن يوصي لها ؟مع العلم أن جدها لأبيها ليس له إلا زوجة وثلاث بنات متزوجات ولا يوجد لديه إخوة أحياء. س- هل ترث الجدة لأب مع الجدة لأم من الأبناء والبنات المتوفين أم أن الجدة لأم تحجب الجدة لأب ؟ وما نصيب كل من الجدتين إن ورثتا جميعاً؟
س- هل ترث البنت من جدها لأبيها مع بناته الثلاث وزوجته ؟ وكم نصيبها ؟
هذا وتقـبلوا فائق الإحترام والتقدير.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فأما عن السؤال الأول وهو هل ترث الأخت إخوتها وأخواتها مع وجود الجد ؟ فقد اختلف أهل العلم في ذلك على قولين, فمنهم من قال إن الجد يحجب الإخوة حجب حرمان كما يحجبهم الأب, فلا ترث الإخت إخوتها وأخواتها مع وجود الجد ( أب الأب ) ومنهم من قال لا يحجبهم وإنما يعطى مع وجود الإخوة الأحظ له من المقاسمة أو سدس جميع المال أو ثلثه أو ثلث الباقي عند وجود أصحاب فرض , وقد ذكرنا أقوالهم في الفتوى رقم: 134903 .

وأما السؤال الثاني وهو هل ترث الجدة لأب مع الجدة لأم فجوابه أنها ترث إذا استوت معها في الدرجة كأم الأب مع أم الأم, ويقتسمان السدس بينهما بالسوية وهذا لا خلاف فيه, وأما إذا اختلفا في الدرجة فإن كانت الجدة لأم أقرب إلى الميت من الجدة لأب فإن الأخيرة تسقط وتأخذ الجدة من الأم السدس وهذا بالاتفاق, كأم أم مع أم أب أب , وإن كانت القريبة من جهة الأب والبعيدة من جهة الأم فمنهم من قال تسقط البعيدة من جهة الأم بالقريبة من جهة الأب, وهذا قول الحنابلة والحنفية وأحد القولين عند الشافعية, ومنهم من قال لا تسقط البعيدة إذا كانت من جهة الأم , وهذا قول المالكية والصحيح في مذهب الشافعية ورواية ثانية في مذهب الحنابلة, قال صاحب الرحبية:

وإن تساوى نسب الجدات ... وكن كلهن وارثات

فالسدس بينهن بالسويه ... في القسمة العادلة الشرعيه

وإن تكن قربى لأم حجبت ... أم أب بعدى وسدساً سلبت

وإن تكن بالعكس فالقولان ... في أهل العلم منصوصان

لا تسقط البعدى على الصحيح ... واتفق الجل على التصحيح .

وأما السؤال الثالث وهو هل ترث البنت من جدها لأبيها مع بناته الثلاث فجوابه أن بنت الابن لا ترث مع وجود بنتين للميت فأكثر, لأن البنات إذا استغرقن الثلثين لم يبق لبنت الابن شيء، ولا ترث إلا في حالة واحدة وهي إذا وجد من يعصبها من ابن ابن في درجتها أو أنزل منها.

قال صاحب الرحبية:

ثُمَّ بَناتُ الابنِ يَسْقُطنَ مَتَى ... حازَ البَناتُ الثلثينِ يا فتَى

إلاّ إذا عصَّبَهُنَّ الذَّكرُ ... من ولدِ الإبن ِ على ما ذكرُوا

والله أعلم.


مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني