الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم ملامسة المبتل للموضع المتنجس الجاف

السؤال

أنا عندي طفل صغير، وقد تبول أكرمكم الله في الليل على سريره، وعندما يستيقظ كان يمسك البلل، ثم يمسك السرير، وجميع أجزاء السرير. الآن أشعر بأنه قد تنجس لأن ذلك حدث على أيام عديدة، وكان يمسك أجزاء عديدة من السرير، فهل يجب علي أن أغسل السرير، ولكن أنا قرأت في موقعكم أن البول إذا جفت تزول عين النجاسه عنه، وأنه لا تتنتقل النجاسة إذا لمسته وبي بلل، وسؤالي الآن إذا لمست السرير ويدي مبتلة تتنجس وثيابي إذا كانت مبتلة تتنجس أما لا؟ أم يجب علي أن أغسل السرير؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فهذا القول المشار إليه وهو أن البول إذا جف لم تنتقل النجاسة لملامسة المبتل لأن عين النجاسة قد زالت، ولم يبق إلا حكمها، وهو لا ينتقل هو قول بعض المالكية، كما ذكرنا ذلك في الفتوى رقم: 45775.

ولكن مذهب الجمهور على خلاف هذا، وأن النجاسة تنتقل في هذه الحال، ونحن إنما نفتي بقول بعض المالكية من كان مصاباً بالوسوسة أو عند المشقة والحرج الشديدين، وأما في الأحوال العادية فالأحوط بلا شك هو العمل بقول الجمهور وأن يغسل ما لاقى المتنجس الجاف إذا كان مبتلاً.

وعليه، فإن الأحوط في حقك هو غسل ما تيقنت أنه لامس المتنجس بالبول، وقد جف ذلك البول مع وجود البلل في أحدهما.

وأما مع الشك في ملاقاة الطاهر المبتل للمتنجس الجاف فلا يحكم بانتقال النجاسة؛ لأن الأصل هو بقاء الطهارة فلا ينتقل عنه إلا بيقين، فإن اليقين لا يزول بمجرد الشك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني