الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خروج المرأة من بيتها لحاجاتها الدينية والدنيوية.. رؤية شرعية

السؤال

حفظكم الله و جزاكم الله خيرا على هذه الفتاوى المفيدة, فإنها تعينني كثيرا على معرفة الشرع وتقوى الله.
فيما يخص القرار في البيت علمت أنه يجوز الخروج لحاجة, فخروجي من البيت يكون إما لذهابي للجامعة أو لطلب العلم أو دروس رقائق أو دعوة (مرافقة صديقة لدرس مبتدئ لا أحتاج الذهاب إليه و لكن لتشجيعها إيمانيا وتسهيل حضورها لأني أقود السيارة, أو الخروج مع صديقة بغرض المودة للدعوة) أو زيارة أخوية في الله أو صلاة، أو مكوث في مسجد أو أعمال خيرية، أو صلة رحم أو لحاجة شراء من ملبس أو نحوه... و لكن مع كل هذه الحاجات أخرج كثيرا و تقريبا كل يوم. هل مقصود الحديث: (النساء عورة وإن المرأة لا تخرج من بيتها وما بها بأس فيستشرفها الشيطان فيقول إنك لا تمرين بأحد إلا أعجبته، وإن المرأة لتلبس ثيابها فيقال أين تريدين؟ فتقول أعود مريضا أو أشهد جنازة أو أصلي في مسجد وما عبدت امرأة ربها مثل أن تعبده في بيتها) إن جلوسي في البيت أفضل من الأعمال التي ذكرتها.. مع العلم أني منتقبة.. ومع العلم أني يمكنني استبدال حضور مجالس العلم بسماعه كشرائط والخروج لخطبة الجمعة فقط مثلا لفضل المجلس والصحبة الصالحة.
فهل الأفضلية مطلقا للجلوس أم لا أفضلية أم أن هناك ضوابط للأفضلية؟
جزاكم الله خيرا

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا شك أن العبادات التي يمكن للمرأة أن تحصلها في بيتها دون الخروج من البيت خير من الخروج إليها، بدليل أن حضور الصلاة في جماعة في المسجد من أفضل الطاعات ومع ذلك فإن صلاة المرأة في بيتها خير لها، لقوله صلى الله عليه وسلم: صلاة المرأة في بيتها أفضل من صلاتها في حجرتها، وصلاتها في مخدعها أفضل من صلاتها في بيتها. رواه أبو داود وغيره.

وفي مسند الإمام أحمد أن أم حميد امرأة أبي حميد الساعدي جاءت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله إني أحب الصلاة معك، قال: قد علمت أنك تحبين الصلاة معي، وصلاتك في بيتك خير لك من صلاتك في حجرتك، وصلاتك في حجرتك خير لك من صلاتك في دارك، وصلاتك في دارك خير لك من صلاتك في مسجد قومك، وصلاتك في مسجد قومك خير لك من صلاتك في مسجدي. انتهى.

وأما العبادات التي لا يمكن أداؤها في البيت كعيادة المرضى وصلة الأرحام، والأنشطة الدعوية الجادة ونحوها فالخروج إليها أفضل لأن القعود في البيت يؤدي إلى تضييع العبادة رأسا بل قد يتعين الخروج إذا كانت العبادة واجبة وكان البقاء في البيت يضيعها، وقد نص أهل العلم على أنه لا حرج على المرأة في خروجها لبعض الطاعات.

جاء في الآداب الشرعية لا بن مفلح: وقال في رواية الحارث في رجل تسأله أمه أن يشتري لها ملحفة للخروج قال: إن كان خروجها في باب من أبواب البر كعيادة مريض أو جار أو قرابة لأمر واجب لا بأس، وإن كان غير ذلك فلا يعينها على الخروج. انتهى.

وعليه؛ فما دمت تلتزمين الآداب الشرعية من الحجاب الشرعي الساتر لجميع البدن وغض البصر، وترك الاختلاط بالأجانب. فلا حرج عليك من الخروج لحاجتك الدينية والدنيوية مع محاولة تقليل الخروج ما أمكن.

وننبهك إلى أن الدراسة في الأماكن المختلطة لها ضوابط شرعية سبق بيانها في الفتوى رقم: 5310.

والله أعلم

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني