الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يحجر الأبناء على أبيهم إذا كبر سنه وساء فعله

السؤال

والدي ناهز عمره 68 سنة، أصبح يتلفظ بعبارات غير لائقة لأخواتي وأمي، ويذهب إلى الأسواق ويشتري حاجات ليس لها حاجة، كمثال صغير يشتري ألعاب أطفال قديمة وميداليات ومحافظ وعطورا وعند طلب أحد منا نقودا منه لا يعجبه ولا يريد أن يصرف على المنزل، وابتعد عن الصلاة، وقد ركب جهازا لفك التشفير ليشاهد القنوات المحرمة، واصبحت اهتماماته سخيفة، علما بأنه مصاب بمرض السكري واكتئاب كما أنني نسيت أن أذكر أنه كلما نزل إلى السوق يسرق منه نقود وبعض الباعة يعطوه حاجات تالفة وعندما يشتري الخضرة والفاكهة تكون خربة أرجوكم ما الحل. البعض أشار علي بأن نحجر عليه والله ثم والله إني خائف من هذه الخطوة أرجو ردكم ما العمل؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فأول ما نوصيكم به هو الصبر على أبيكم والإحسان إليه بكل سبيل، فإن بره ـ خصوصا في هذه السن ـ من أعظم الطاعات، وعقوقه من أعظم الكبائر الموبقات.

جاء في صحيح البخاري وغيره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ قال الكبائر: الإشراك بالله وعقوق الوالدين وقتل النفس واليمين الغموس.

والنصوص الشرعية من كتاب وسنة رسوله في بر الوالدين وصلتهما والإحسان إليهما كثيرة مشهورة، قال تعالى: وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا {الإسراء:23-24}

وعن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده رضي الله عنه، قال: قلت يا رسول الله: من أبر؟ قال أمك ثم أمك ثم أمك ثم أباك ثم الأقرب فالأقرب. حسنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب.

وقال صلى الله عليه وسلم: الوالد أوسط أبواب الجنة، فإن شئت فأضع ذلك الباب أو احفظه. رواه الترمذي، وصححه الألباني.

وقال عليه الصلاة والسلام: رغم أنف رجل بلغ والده عنده الكبر، أو أحدهما فلم يدخلاه الجنة. رواه الترمذي وصححه الألباني.

أما بالنسبة للحجر عليه فلا سبيل لكم إلى مباشرته بأنفسكم ولكن يجوز لكم رفع أمره إلى القضاء الشرعي لينظر في أمره فإن بدا للقاضي استحقاقه للحجر، حجر عليه، وقد بينا ذلك في الفتوى رقم: 18335.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني