الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أحوال محبة الكافر وبغضه

السؤال

لدي خادمة نصرانية في المنزل، ودائماً كلما أراها أذكر نفسي ببغضها وبغض كفرها، مع أني أعاملها بشكل جيد، إلا أني مرة عاملتها بشكل جيد فأحسست بانشراح في صدري لا أدري ما سببه، وبعد ذلك ظننت أنه قد يكون محبة لها، فصرفت هذه المحبة وعدت لبغضها بسرعة، والامر لم يأخذ أكثر من دقيقة أو بضع ثوان. فهل هذا من الخواطر التي لا تستقر في القلب أم أنه كفر؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن الحب والبغض أنواع متفاوتة فحب الكافر لدينه أو للإعجاب بشيء من مظاهر انحرافاته العقدية أو السلوكية محرم شرعا، وأما حبه بسبب علاقة عمل أو قرابة أو جوار أو زوجية فلا يحرم بدليل حب النبي صلى الله عليه وسلم لعمه أبي طالب بسبب إحسانه إليه كما في أحد المعنين الذين ذكرهما المفسرون في معنى قوله تعالى: إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ {القصص: 69}

وقد أباح الشرع زواج العفائف الحرائر من نساء أهل الكتاب ولم يحرج في محبتهن لجمالهن وحب الاستمتاع بهن.

وبناء عليه، فلا حرج عليك في محبتها بسبب إتقانها للعمل، وعليك ببغضها بسبب كفرها، مع الحرص على هدايتها، فالمسلم لا يحب الكفار لدينهم بل بيغضهم بسبب كفرهم ويحرص على هدايتهم.

وراجعي الفتاوى التالية أرقامها: 66090، 128403، 133965.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني