الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إذا ارتحل أحد المتخاصمين فلا يلزم الآخر السفر إليه

السؤال

أخي تخاصم مع رجل منذ زمن، فلما نوى أخي أن يصلح ما بينهما اكتشف أن الرجل انتقل إلى مدينة أخرى. فهل على أخي شيء؟ أفيدوني.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فينبغي للمسلم أن يبذل المستطاع في إصلاح ما بينه وبين من تخاصم معه، وليتذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم: إن الشيطان قد أيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب، ولكن في التحريش بينهم. رواه مسلم.

وفي الصحيحين من حديث أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث، يلتقيان فيصد هذا، ويصد هذا، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام.

والذي ينكسر به الهجر بين المتخاصمين هو أن يعودا إلى ما كانا عليه قبل الهجر. ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: تعرض أعمال الناس في كل جمعة مرتين يوم الإثنين ويوم الخميس، فيغفر لكل عبد مؤمن إلا عبدا بينه وبين أخيه شحناء، فيقال: اتركوا أو اركوا هذين حتى يفيئا.

وقوله "حتى يفيئا" قال ابن عبد البر: معناه حتى يرجعا إلى ما عليه أهل المؤاخاة والمصافاة من الأخِلاَّء والأولياء على ما كانا عليه من قبل أن يتهاجرا... اهـ

وإذا ارتحل أحد المتخاصمين إلى مدينة أخرى فإن الشخص الآخر لا يطالب بالسفر إليه، ويكفي أن يزيل ما كان في قلبه نحوه، لأن معنى الهجر هو الإعراض عنه عند اللقاء كما ورد في الحديث السابق. وقد بينا في الفتوى رقم: 55049، أن المتهاجرين ليسا مطالبين بأن يبحث أحدهما عن الآخر إذا افترقا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني