الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بذكر الله تطمئن القلوب وتنشرح الصدور

السؤال

منذ شهور كثيرة وأنا مثل الإنسان الآلي ـ أذهب إلى العمل وأرجع وأنام، ثم أذهب إلى العمل وهكذا ـ بالإضافة إلى الخلافات الموجودة في العمل وفي البيت ولا أجد لحياتي معنى، ومنذ فترة انتابني إحساس الصمت، وجاءني إحساس بأنني سوف أموت قريبا، فهل هذه وساوس أو هي ـ فعلا ـ حقيقة؟ وكيف أفرق بينهما؟ وماذا علي أن أفعل؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله تعالى أن يجعل لك من كل هم فرجا، ومن كل ضيق مخرجا، ولعل ما تجدين هو بسب الإرهاق وضغط العمل وعدم الراحة والاستقرار النفسي في البيت، فنوصيك ـ أولاـ بتقوى الله تعالى وبالمحافظة على الأذكار المأثورة، وعلى الطهارة وأداء الصلاة في أوقاتها، وما استطعت من النوافل وأعمال الخير، فإن من حافظ على ذلك كان في حفظ الله تعالى ورعايته، وأحس بنشاط وطيب نفس، ومن فرط فيه أصبح تائها يكابد الكآبة والضيق ووساوس الشيطان، وقد أشار القرآن الكريم إلى هذا المعنى، فقال تعالى: وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ. { الرعد: 28 }. وقال تعالى: وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى. {طـه: 124 }.

وقد فسر بعض أهل العلم هذا الضنك: بأنه الشقاء وضيق الصدر وذهاب الطمأنينة والسعادة والاستقرار.

وذكر الموت قد يكون محمودا إذا كان يحث على العمل الصالح، وأما الخوف منه والمبالغة في ذلك، فذاك من وساوس الشيطان، فإن الإنسان السوي يوقن أن الموت حق ولا يخرجه ذلك عن طبيعته ولا يؤثر في حياته، فإذا جاءته وساوس الشيطان أصبح في قلق وضيق.

وللمزيد من الفائدة انظري الفتوى: 46471، وما أحيل عليه فيها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني