الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم إنصات المصلي لكلام غير مصل

السؤال

قرأت في الفتوى رقم (45057) ما نصه: ((جاء في منح الجليل شرح مختصر خليل أن الإنصات القليل لمخبر خارج الصلاة جائز وأن الكثير مبطل للصلاة، قال فيما يجوز في الصلاة: ..... ولا لجائز كإنصات قل لمخبر، كإنصات أي استماع من مصل قلّ عرفاً لشخص مخبر له أو لغيره، فإن طال جداً بطلت ولو سهواً، وإن توسط سهواً سجد وعمداً بطلت)). انتهى.
في بعض الأوقات وأنا أصلي أسمع الأصوات من حولي، رغم محاولتي الانشغال بصلاتي وقراءتي، إلا أنه تحدث من حولي بعض الأصوات فتشدني فأستمع لها من دون قصد مني كحديث الإمام بعد الصلاة للمصلين، ولما أنتبه أتدارك نفسي وأحاول صرف سمعي عما هو حولي خشية بطلان صلاتي، ثم أفكر هل كانت فترة استماعي طويلة أم متوسطة أم قصيرة ... سؤالي: هل المقصود فيما جاء في منح الجليل هو الاستماع أي التوقف عن الذكر في الصلاة والاستماع إلى المخبر أم يشمل كذلك الاستماع للمخبر حتى وإذا كنت أقرأ وأقول أذكار الصلاة ولكن سمعي شرد خارجها فاستمعت لما هو حولي؟وفي بعض المرات لما تكون الصلاة سرية أقرأ الفاتحة وأقرأ سورة قصيرة بعدها ثم أسكت إلى أن يكبر الإمام للركوع، في فترة سكوتي هذه قد أسمع تنفس من بجنبي وذلك غصبا عني، فهل يدخل ذلك فيما جاء في منح الجليل؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالظاهر أنك مصاب بشيء من الوسوسة، والذي ننصحك به هو أن تعرض عن الوساوس فلا تلتفت إلى شيء منها، واعلم أن هذا الذي تذكره من استماعك أحيانا لحديث بعض المتحدثين وأنت تصلي يشق الاحتراز منه فلا حرج عليك فيه، وهو داخل فيما ذكره صاحب منح الجليل من أن الإنصات اليسير لمخبر لا يضر، والظاهر أن المقبل على صلاته المشتغل بترديد أذكارها لا يكون منه الإنصات الطويل.

وقد ذهب كثير من أهل العلم إلى أن السكوت الطويل في الصلاة لا يبطلها. قال النووي في المنهاج: ولو سكت طويلا بلا غرض لم تبطل. انتهى.

واستثنوا من ذلك إطالة السكوت عمدا في الركنين القصيرين وهما الاعتدال بعد الركوع والجلسة بين السحدتين.

وأما ما ذكرته عن استماعك لنفس المتنفس فهو من جملة ما ذكرناه من أمر الوسوسة والذي نصحناك بالإعراض عنه وعدم الالتفات إليه، وانظر الفتوى رقم: 134196.

والله أعلم.


مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني