الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا حرج في منع المفسد من دخول البيت وإن كان قريبا

السؤال

أرجو الإجابة على سؤالي، لأنه هام للغاية، ولا أدري ماذا أفعل؟ فعندي خال لا يوجد عنده حياء، جاء في يوم ليسأل أمي عن أشياء يريد أن يفعلها مع زوجته أثناء المعاشرة ـ وهي أشياء يفعلها غير المسلمين وموجودة في الأفلام الإباحية ـ والعياذ بالله ـ وللأسف الشديد شرح كل شيء بالتفصيل ودون أي حياء فيما يريده من زوجته، وشرح الذي يفعله بالتفصيل معها أثناء المعاشرة، وأنا وأمي لانعرف ماذا نفعل؟ لكي نكفه عن هذا الكلام، والمشكلة هنا أنه يوجد لدي أخوان شابان أحدهما عمره: 22سنة، والآخر عمره: 19 سنة والذى اكتشفناه أن خالي يقول كل ما يفعله مع زوجته أثناء المعاشرة لإخواني ومايريد أن يفعله معها مما يفعل في الأفلام الإباحية ـ والعياذ بالله ـ ويحثهم على أن يقوموا بالمعاشرة أثناء الخطوبة ـ والعياذ بالله.
والسؤال هنا: إن أمي وأبي عندما عرفا ما يقوله خالي لي ولإخواني منعاه من دخول البيت، لأنه عندما يأتي عندنا في أي وقت لايحكي إلا هذا الكلام الذى لايوجد به حياء، واكتشفنا أن أحد إخواني بدأ يدخل على أحد المواقع الإباحية، لكي يشاهد ما يقوله خالي؟على الرغم من أن أخي يصلي ويخطب خطبة الجمعة في أحد المساجد أحيانا، فماذا نفعل؟ وبدأ خالي يغير إخواني بكلامه معهم، وأمي الآن تقول إنها تريد أن تكلمه قبل شهر رمضان ولا تريد أن تظل مقاطعة له، وللأسف لو أن أمي كلمته فسوف يأتينا ويحكي كلاما لا أخلاقيا وبالتفصيل، ويريد من إخواني أن يفعلوا مثله، وأن يكلموا البنات ويخرجوا معهن ويوقعهم في غضب شديد من الله، فماذا نفعل؟ وهل لأمي أن تكلمه وتدخله إلى بيتنا مرة ثانية أم لا؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن صح ما ذكرت عن خالك، فإنه من السوء بمكان، وإذا نزع من أحد الحياء فلا يستغرب منه شيء، روى البخاري عن أبي مسعود البدري ـ رضي الله عنه ـ قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى: إذا لم تستح فاصنع ما شئت.

ونوصي بنصح هذا الرجل، وأن يبين له خطورة ما يفعل، وأن يبين له فضل الحياء والنصوص الواردة في ذلك. ويمكن مطالعة الفتويين رقم: 47561، ورقم: 35720.

ويبين له ـ أيضا ـ بعض الأحاديث التي تنهى عن أن يفشي الرجل ما يكون بينه وبين زوجته في الفراش، ويمكن مطالعة هذه النصوص بالفتوى رقم: 40566.

وقد أحسن والداك بمنعه من دخول البيت، ولا ينبغي السماح له بالدخول ما دام على هذا الحال، فإنه لا يريد أن يكتفي بفساده هو، بل يريد أن يفسد غيره، وإذا لم ينته خالك عن تلك المنكرات فينبغي أن يهجر إن رجي أن ينفعه الهجر، وقد يكون هجره واجبا، وراجعي الفتوى رقم: 130887.

وأما أخواك: فينصحان بعدم الإصغاء لخالهما والجلوس إليه على هذه الحال، وينصح من يشاهد الأفلام الإباحية منهما ويذكر بالله تعالى ويبين له أنه ينبغي أن يكون قدوة، إذ كيف يليق بمن ينهى الناس عن المنكرات أن يفعلها هو، فمن يفعل ذلك مذموم شرعا، وراجعي الفتوى رقم: 28171، ففيها بيان صفات الداعية.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني