الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يقبل من اعتاد سب الدين زوجا؟

السؤال

يا شيخ: خطيبي يسب الدين ودائما أنصحه، لكنه يقول بأنه لم يقصد ذلك، وأنها كلمة اعتاد عليها منذ الصغر، ولا أدري إذا لم يتغير: هل يجب أن أتركه؟ أم يجوز الزواج منه؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد سبق بيان حكم سب الدين وبيان إجماع العلماء على أنه ردة، فراجعي الفتوى رقم: 133.

فإن صح ما ذكرت ـ من أن خاطبك هذا يسب الدين ـ فلا يجوز لك الزواج منه إلا إذا تاب إلى الله تعالى توبة نصوحا، ويمكن مراجعة شروط التوبة بالفتوى رقم: 5450.

ولو قدر أنه أظهر توبة فلا ينبغي لك التعجل إلى الموافقة على الزواج منه حتى تتبيني أمر حسن سيرته بعد التوبة، ويمكنك معرفة ذلك عن طريق بعض الثقات عنه.

ولا ينفعه قوله إنه لا يقصد ذلك أو أنه اعتاده منذ صغره، سئل الشيخ عليش ـ المالكي: ما قولكم في رجل جرى على لسانه سب الدين من غير قصد، هل يكفر أو لا بد من القصد؟ فأجاب: نعم ارتد، لأن السب أشد من الاستخفاف، وقد نصوا على أنه ردة، فالسب ردة بالأولى، وفي المجموع: ولا يعذر بجهل وزلل لسان. هـ.

والواجب نصحه بالتوبة إلى الله تعالى، وتذكيره بخطورة هذا الأمر وأنه ردة عن دين الإسلام، قال تعالى: وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ. { البقرة: 217 }.

وننصحك ـ أختنا الفاضلة ـ بالحرص على الزواج من المسلم صاحب الدين والخلق، فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه. الحديث، رواه الترمذي.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني