الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لابد في التوبة من رد الحقوق إلى أهلها

السؤال

أريد جوابا لمشكلة قد وقعت فيها أيام الضلال واتباع الهوى والنفس. وهي أني كنت أعمل في محل وقد سرقت من صاحب المحل مبلغ 4000 آلاف دينار. والله لا أعلم كيف سيطرت علي نفسي والشيطان إلى هذا الحد. المهم أنا الآن أعلنت توبتي إلى الله. ولكن علمت أن التوبة لا تكتمل حتى ترد الأموال إلى صاحبها. أنا أعرف صاحبها ولكن المشكلة هى أني الآن أكمل دراستي ولا يتوفر عندي هذا المبلغ. والله إن الهم والغم يعتريني كل يوم، ويأتيني الشيطان ويقول لي استمر فيما أنت عليه لأنه لا فائدة من توبتك فهي غير مقبولة وهكذا يقنطني من رحمة الله حتى ضاقت علي الأرض بما رحبت. وإنى لا أخفيكم أني فكرت فى هل أن الله سيغفر لى والله إني محتار. وكيف سأرد هذه الأموال إلى صاحبها. لا أعرف. أرجوكم ساعدوني على تخطي هذه المشكلة.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فهينئا لك بالتوبة. وعليك أن تحمد الله الذي هداك ويسر لك معرفة صاحب الحق، فبعض الناس قد يتوب ولكن يصعب عليه معرفة أصحاب الحقوق والاتصال بهم، وعليك أن تتوب إلى الله تعالى توبة صادقة، ونرجو أن يتقبل الله منك فيما يتعلق بحق الله.

وأما يتعلق بحق صاحب المال فلا بد من التحلل منه، ويمكن إذا لقيته واعتذرت إليه أن يسامحك، وإن لم يفعل فاذكر له عدم استطاعتك حاليا أن توفر له المبلغ كاملا، وبرمج معه برنامجا شهريا تقسط له فيه المبلغ حتى ترده له كله، فالمعسر يجب إنظاره، والأفضل التجاوز عنه والتصدق عليه بالدين لقوله تعالى: وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ. {البقرة:280}.

وأما التفكير الذي تذكر فهو من مداخل الشيطان، فهو يؤيس الناس من التوبة ويحضهم على الثبات في طريق الغواية والضلال حتى يموتوا عليها. فتذكر قبول الله لتوبة التائبين وطالع كتب الفضائل والترغيب في الخير وما تضمنته من مكفرات الذنوب. فقد ذكر أهل العلم أن مطالعتها تقوي الرجاء وبذلك يقطع الشيطان طريقه في التقنيط من الرحمة. فقد قال صاحب المطهرة:

والخوف والرجاء واجبان * بوقفهم ومتلازمان

لأن محض الخوف يأس والأمل * مجردا أمن وكل انحظل

قو الرجا إذا العدو جعلا * يقطع من نفع المتاب الأملا

وهكذا إذا وجدت كسلا * عرض عند قصدك التنفلا

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني