الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الوفاء بالنذر المطلق يجب على الفور

السؤال

كنت ـ قبل فترة ـ نذرت لله أن أتبرع بمبلغ: 125 دينارا للفقراء والمحتاجين إذا أنقذني الله من ورطة ما ـ والحمد لله ـ تحقق ما كنت أدعو الله له، وبعد ذلك قررت أن أكفل يتيما بمبلغ: 25 دينارا شهريا على استمرار طالما استطعت ذلك، وسؤالي: هل تبرأ ذمتي من النذر ببلوغ مبلغ 125 دينارا ـ أي بعد 5 أشهر؟ علما بأنني دفعت شهرين إلى الآن؟ وعندما نذرت لم أحدد طريقة الدفع بمرة واحدة أو دفعات. بارك الله فيكم ويسر لكم الخير.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فهذا النذر الذي نذرته منعقد ويلزمك الوفاء به، لقوله صلى الله عليه وسلم: من نذر أن يطيع الله فليطعه. أخرجه البخاري.

والأولى لك المبادرة بإخراجه إذا أمكن ذلك مسارعة لإبراء ذمتك، ولأن كثيرا من العلماء ذهبوا إلى أن الوفاء بالنذر المطلق يجب على الفور، كما هو قول الحنابلة، جاء في الروض مع حاشيته: ويجب إخراج الزكاة على الفور مع إمكانه ـ كنذر مطلق وكفارة ـ أي كما يجب إخراج النذر المطلق، كأن يقول: لله علي أن أصلي أربع ركعات ـ ولم يقيدها بوقت، أو: أن أصوم عشرة أيام ـ ولم يقيدها بشهر، ومثله موقت دخل وقته، وإخراج كفارة على الفور. انتهى.

وما دمت قد نذرت هذا المال للفقراء والمحتاجين، فلا حرج عليك في دفعه في كفالة اليتيم إذا كان هذا اليتيم فقيرا، ولا بد من أن تتنبه إلى وجوب النية عند إخراج النذر، فلا يجزئك ما دفعته من قبل إذا كان بغير نية. وانظر الفتوى رقم: 137406.

والله أعلم.


مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني