الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم إعداد الطعام لضيوف يلعبون القمار

السؤال

أبي يلعب القمار مع أصدقائه، ويحددون يوما في الأسبوع ليتم في بيت أحدهم اللعب، مع أنني أسكن مع أبي في البيت وأمي متوفاة، ولا أحد يخدم أبي غيري، وعندما يأتي دوره في اللعب يطلب مني أن أطهو الطعام لهم.
وسؤالي: هل هذا حرام أم حلال؟ علما بأنه والدي، ولا أستطيع أن أقول له شيئا في خدمته، وليست لي ارتباط بلعبه غير أن أدعو له بالهداية، فهو والد طيب وحنون وكريم وليس به عيب غير أنه يلعب القمار.
أجيبوني أثابكم الله.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا يخفى أنه لا طاعة لمخلوق ـ والدا أو غير والد ـ في معصية الخالق, ومن جملة ذلك: الإعانة على الإثم والعدوان, فإنها لا تجوز مطلقا, ولذلك، فلا يجوز للسائلة أن تعين والدها على لعب الميسر والقمار، لأنه من الكبائر, وهذا خاص بما كان بهذه المثابة ـ كمناولته آلات اللعب وإعدادها مثلا.

وأما مسألة إعداد الطعام: فالذي نراه أنه خارج عن ذلك، إذ ليس له تعلق بخصوص القمار, فبإمكانهم أن يلعبوا دون أن يأكلوا.

ونوصي السائلة بأن تكثر من الدعاء لوالدها بالهداية والتقوى, وأن تجتهد في نصحه بقدر طاقتها, وتتخير في ذلك أنسب السبل وأقومها وأقربها للقبول والتأثير, فإن قبل والدها ـ فالحمدلله ـ وإلا فقد أدت الابنة ما عليها، قال الإمام أحمد: إذا رأى أباه على أمر يكرهه يعلمه بغير عنف ولا إساءة ولا يغلظ له في الكلام، وإلا تركه. ذكره ابن مفلح في الآداب الشرعية.

والله أعلم .

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني