الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عدم الشعور بالحب تجاه الزوج لا يستلزم فراقه

السؤال

أنا فتاة متزوجة منذ: ما لا يقل عن سبعة أشهر من شاب طيب صاحب خلق ودين، ولكنني أعاني من مشكلة بالرغم من أنه يحبني بشدة، إلا أنني لا أبادله هذا الشعور، ومع هذا أكن له كل التقدير والاحترام، وقد تقدم سابقا شخص لخطبتي وكنت راضية عنه تماما، لكنني ما استطعت قبوله، لأنني خشيت أن أحاسب على زوجي الحالي بسبب طيبته وخشيت أن يعتبر هذا ظلما، لقول رسولنا الكريم صلى الله عليه و سلم: من جاءكم ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض و ساد كبير.
فخشيت أن أحاسب على زوجي لرفضي له وهو ذو قلب طيب وظروفه ليست جيدة وحالة أهله الصحية لم تكن جيدة، فقررت الزواج منه لمساندته وحتى لا يشعر بأنه مظلوم وبأن الإنسان الجيد لا يكسب شيئا وبأن الله أكرم الأكرمين ـ أي بعبارة أخرى: كان زواجي منه بدافع الشفقة ـ ولعلمي بأن الشخص الذي كنت أرغب في الزواج منه سوف يتزوج في كل الأحوال، إلا أنه قد فسخ خطوبته بالرغم من زواجي، وقد أصبح شخصا قاسيا، وهذا ماآلمني، لأنه يهمني بشكل كبير، ولم أعد أحتمل زواجي، فقد كنت أريد خيرا وأتصور بأن من يسعد الآخرين سوف يشعر بالسعادة، إلا أنني أجهش بالبكاء يوميا ولا أعلم ما هو الحل؟ وأفكر دوما بطلب الطلاق ولا أعلم ما هو الصحيح؟ والذي يريحني في نفس الوقت وأفكر أحيانا أن أكمل دراستي في دولة أخرى عسى أن تكون الفترة التي أكون فيها بعيدة عن الجميع فترة راحة واختيار الحل الصحيح ودوما أذكر قصة الفتاة الصالحة في عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم حين طلبت الطلاق من زوجها، لأنها لم تكن تحبه وتدعو من الله أن يصبرها عليه وهو يشكر الله لزواجه منها إلى أن طلقت بالرغم من أنه كان صالحا ويحبها، لكن في نظري يجب أن يكون هناك حب متبادل بين الطرفين.
أرجو منكم إرشادي لطريق الصواب والسعادة.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن كان هذا الشاب صاحب دين وخلق، فنوصيك بالصبر والبقاء في عصمته، فصاحب الدين والخلق إن أحب الزوجة أكرمها وإن أبغضها لم يظلمها، ومن هنا حث الشرع على قبوله زوجا، كما في الحديث الذي أشرت إليه. وعدم الشعور بالحب تجاهه لا يستلزم فراقه، إذ ليس على الحب وحده تبنى البيوت، كما قال عمر ـ رضي الله عنه ـ وأين تجد المرأة رجلا ترتضى جميع خصاله، أو أن يجد الرجل امرأة ترتضى من جميع الجوانب؟ ومن هنا قال النبي صلى الله عليه وسلم ـ كما في الحديث الذي رواه مسلم: لا يفرك مؤمن مؤمنة، إن كره منها خلقا رضي منها آخر.

فمهما أمكنك الصبر على زوجك هذا فافعلي، ويمكنك تسلية نفسك بتذكيرها بأنك ربما لو فارقت هذا الشاب وتزوجت من آخر أن تجدي فيه من رقة الدين وسوء الخلق ما قد ينكد عليك حياتك.

وعلى كل، فإن لم تصبري على البقاء في عصمة زوجك هذا، وخشيت أن يكون كرهك له سببا في تفريطك في حقه جاز لك أن تطلبي منه الخلع، ليفارقك مقابل عوض تدفعينه إليه، وراجعي الفتوى رقم: 20199.

وإذا كان ما تجدينه تجاه زوجك سببه التفكير من ذلك الشخص الأول الذي تقدم لخطبتك، فإنك تدميرن حياتك وتخربين بيتك بيدك، وليس من خلق المؤمنة المصونة أن تكون في عصمة رجل ثم تفكر في غيره، فتفكيرها وتعلقها بذلك الغير يؤدي إلى فساد عظيم وشر مستطير.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني