الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الكافر إذا شهد شهادة الحق والتزم أحكام الدين يحكم بإسلامه

السؤال

أنا بنت تونسية مسلمة ـ والحمد لله ـ تعرفت على شاب من البيرو يريد الزواج بي وقال لي إنه أسلم منذ: 3 سنوات، فماذا باستطاعتي فعله كي أتاكد من كونه مسلماً على الحقيقة؟ علما بأنه قال لي بأن له شهادة قد أعطاه إياها الشيخ الذي أسلم على يديه في بلده ـ الشيخ أحمد، مصري الجنسية ـ وهو يريد المجيء إلى بلدي للزواج مني، فما هو الحل؟.
وشكراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإذا شهد الكافر أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله عن تصديق بذلك ويقين وعلم بما دلت عليه هذه الكلمة فقد دخل في الإسلام، ويطالب بعد ذلك بالصلاة وبقية الفرائض والأحكام، جاء في الحديث المتفق على صحته أن النبي صلى الله عليه وسلم لما بعث معاذاً إلى اليمن قال له: إنك تأتي قوماً من أهل الكتاب، فليكن أول ما تدعوهم إليه: شهادة أن لا إله إلا الله، فإن هم أطاعوك لذلك، فأعلمهم أن الله قد افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة، فإن أطاعوك لذلك، فأعلمهم أن الله قد افترض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد إلى فقرائهم. متفق عليه.

فلم يأمرهم بالصلاة والزكاة إلا بعد التوحيد والإيمان بالرسول صلى الله عليه وسلم، فإذا امتنع عن فرائض الإسلام بعد النطق بالشهادتين صارت له أحكام أخرى ليس هذا موضع ذكرها.

وعلى ذلك، فما دام هذا الشخص قد شهد شهادة الحق والتزم أحكام الدين فحيئنذ يحكم بإسلامه ولا يطالب أحد بالتنقيب عن باطنه وما يضمره.

وننبهك على أن التواصل بين المرأة والرجل الأجنبي أمر محرم وباب كبير من أبواب الفتنة والفساد، قال الشيخ محمد الصالح العثيمين ـ رحمه الله: التواصل بين المتحابين على غير وجه شرعي، هذا هو البلاء، وهو قطع الأعناق والظهور، فلا يحل في هذه الحال أن يتصل الرجل بالمرأة، والمرأة بالرجل، ويقول إنه يرغب في زواجها، بل يخبر وليها أنه يريد زواجها، أو تخبر هي وليها أنها تريد الزواج منه، كما فعل عمر ـ رضي الله عنه ـ حينما عرض ابنته حفصة على أبي بكر وعثمان ـ رضي الله عنهما ـ وأما أن تقوم المرأة مباشرة بالاتصال بالرجل، فهذا محل فتنة.

انتهى من أسئلة الباب المفتوح.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني