الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المعيار الصحيح لاختيار شريكة الحياة

السؤال

ما هي الطرق الشرعية التي يسلكها الشاب ليتزوج، أو بعبارة أخرى ما هي طرق البحث عن الزوجة، مشكلتي أنني أجد صعوبة في البحث عن الزوجة وتحديد الأولويات ومقاييس الاختيار. عند ما أفكر في فتاة معينة لا أستطيع أن أتخيل أنها زوجتي ويخيل إلي أنها كأختي، مع العلم أن لدي شهوة جنسية جامحة ليس في قلبي مشاعر تجاه فتاة معينة ويصعب علي أن أتزوج أي فتاة. كيف أفعل في هذا الوضع النفسي المتناقض راغب في الزواج ولا أجد فتاة تميل إليها نفسي. أفتوني مع التفصيل؟ شكر الله لكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالطريق الذي يسلكه الرجل ليختار المرأة للزواج هو السؤال عنها عن طريق من يثق بهم من أقاربها أو جيرانها أو صديقاتها، والمعيار الصحيح لاختيار الزوجة هو الدين، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: تنكح المرأة لأربع: لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك. متفق عليه.

قال المباركفوري في تحفة الأحوذي: قال القاضي رحمه الله: من عادة الناس أن يرغبوا في النساء ويختاروها لإحدى الخصال، واللائق بذوى المروءات وأرباب الديانات أن يكون الدين مطمح نظرهم فيما يأتون ويذرون لا سيما فيما يدوم أمره ويعظم خطره. انتهى.

ولا يعني ذلك أن اختيار المرأة ذات الجمال أو النسب أو المال أمر مرفوض، وإنما المقصود ألا يقدم اعتبار شيء من هذا على اعتبار الدين والخلق.

قال العظيم أبادي: ويؤخذ منه أن الشريف النسيب يستحب له أن يتزوج نسيبة، إلا إن تعارض نسيبة غير دينه وغير نسيبة دينه فتقدم ذات الدين وهكذا في كل الصفات. عون المعبود.

وليس من لوازم الاختيار الصحيح للزوجة أن يشعر الخاطب نحو المخطوبة بعاطفة حب قوية، وإنما المعتبر حصول القبول بينهما، بل إن مشاعر الحب ليست شرطاً لاستقرار الحياة الزوجية، قال عمر رضي الله عنه: ... فليس كل البيوت تبنى على الحب ولكن معاشرة على الأحساب والإسلام. كنز العمال.

ونوصيك باستخارة الله عز وجل في شأن من تريد خطبتها، وأعلم أنك إن صدقت في الاستخارة فإن الله سيختار لك الخير، وراجع في كيفية الاستخارة الفتوى رقم: 103976.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني