الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم كتابة القصص الخيالية

السؤال

شاب عندي 22 عاما وقد أمضيت سنوات عديدة في محاولة كتابة القصص الخيالية، وأعلم أن هذا السؤال قد مر من قبل وقد سألت بنفسي كثيرا عن كتابة القصص الخيالية والأساطير وكانت الإجابة مختلفة, فالبعض يقول إن الكتابة كذب لا بد من تفاديه, والبعض الآخر يقول إنها إن كانت للتسلية فقط ولم يكن بها شرك بالله وكان الناس يعلمون أنها كذب وخيال فلا مانع منها, وهذا الأمر حيرني كثيرا, خاصة وأنني بدأت أشك في القصص التي اخترعتها وأنها من وحي الشيطان، وهذا الأمر أرقني كثيرا ولم أجد له حلا, وكلما سألت الله في صلاتي أنها إن كانت حراما أن ينسني إياها وإن كانت حلالا أن يبارك لي فيها تكبر في عقلي و تزداد وأبدأ في اختراع المزيد من القصص ـ وهذه القصص بشكل أوضح بها أساطير وكائنات خرافية وكائنات اخترعتها لم أرها عند أحد من قبل، وأبطال خارقون وأشياء من هذا القبيل ـ أرجوكم ـ بارك الله فيكم ـ أن تفيدوني في هذا الأمر، لأنه حيرني كثيرا, خاصة وأن هذه القصص هي ما أملك من موهبة وليست عندي وسيلة أخرى في عقلي لاكتساب الرزق فى مستقبلي ـ إن شاء الله ـ وبنيت عليها الكثير من الأحلام ونذرت ما أكسب منها ـ إن شاء الله ـ في سبيل الله، أقصد أن نيتي من كل هذه القصص ليس إلا إنفاق ما أكسب لمساعدة الناس.
وجزاكم الله خيرا, و عذرا على إطالتي في الكلام.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد اختلف أهل العلم في حكم كتابة القصص الخالية التي ليس فيها حرام أو دعوة إليه أو تقليل من شأن الدين وأهله أو رفع من شأن الفسق والفجور وأهلهما، فذهب بعضهم إلى كراهتها, ورجح بعضهم جوازها والترخيص فيها إذا كان الهدف منها نبيلا ـ كتعليم علم أو دعوة إلى فضيلة أو حث على الشجاعة وضرب الأمثال وبيان الحكم, أو كانت فيها فوائد أخلاقية واجتماعية، سواء كان ذلك على ألسنة الناس أو غيرهم من الحيوانات والجمادات ـ ولا يزال الأدباء يصنعون ذلك كالحريري في مقاماته يفترض شخصية وهمية يعالج بها قضية معينة, ولقيت قبولا بين الكافة ـ علماء وغيرهم .

وقد كان الشعراء بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم يفتتحون شعرهم بمقدمات خيالية ـ كقصيدة بانت سعاد ـ ولم ينكر ذلك ـ لا الرسول صلى الله عليه وسلم ولا الصحابة ـ مع أن هذه المقدمات تحكي أمورا افتراضية عن الفراق والهجر والبين, وقد لا تكون هذه حصلت للشاعر أصلا.

وقد ألف ابن المقفع كتابة: كليلة ودمنة ـ على لسان الحيوان كافتراض, ولقي قبولا واسعا من العلماء وغيرهم.

أما إذا كانت القصة تحتوي على منكر أو تمجيد باطل: فلا خلاف في حرمتها، وسبق بيان ذلك بالتفصيل وأقوال أهل العلم وأدلتهم في الفتتاوى التالية أرقامها: 9543046391، 109936، 13278, 108286.

والله أعلم .

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني