الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أزل ما تستطيع إزالته وانصح أهلك بعدم سماع الموسيقى

السؤال

منذ مدة انتقلنا إلى بيت جديد وأحضرت عاملا لتركيب جهاز استقبال ولكن ليس من نقودي, قام بتركيبه الآن إذا سمع أهلي الموسيقى التي في المسلسلات هل آثم مع العلم أن التلفاز وجهاز الاستقبال ليست من نقودي أيضا, وما الواجب علي الآن ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فما كان ينبغي لك أن تحضر العامل لتركيب الجهاز إذا كنت تعلم أنه يستعمل في الحرام لما في ذلك من إعانة من يستعمله على الإثم والعدوان، فقد نص أهل العلم على أنه يحرم بيع الشيء المباح لمن عُلمِ أن قصده استعماله في المحرم، لقول الله تعالى: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ.{المائدة:1}. وانظر الفتوى رقم : 10101.

ومن المعلوم أن من سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها، وأن من سن سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها كما جاء في الحديث الصحيح وكما سبق بيانه في الفتويين: 14246، 33822.

ولذلك فإن عليك أن تتوب إلى الله مما فعلت من العون على المعصية، وأن تزيل ما تسببت فيه مما تستطيع إزالته، وما عجزت عنه فإن الله تعالى لا يكلف نفسا إلا وسعها، كما أن عليك أن تنصح أهلك بعدم سماع الموسيقى وتبين لهم حرمتها.

وسبق أن بينا أن من دل غيره على معصية أو أعانه عليها ثم تاب من ذلك وسعى في إزالة ما استطاع من آثارها أنه لا يلحقه إثم ما بقي من آثار المعصية أو استمرار غيره على تلك المعصية، انظر الفتوى:124586.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني