الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حقيقة الخلاف الذي وقع بين الصحابة بعد موته عليه الصلاة والسلام وسبب تأخير دفنه صلى الله عليه وسلم

السؤال

1-بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين.2- ما هي الخلافات التي وقعت بين الخلفاء الراشدين بعد موت الرسول صلى الله عليه و سلم لتولي الخلافة.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة السلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فقد توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين في شهر ربيع الأول وقت اشتداد الضحى، وفرغ من جهازه يوم الثلاثاء، ووضع على سريره في بيته، ثم دخل الناس يصلون عليه أرسالا، ثم دفن رسول الله صلى الله عليه وسلم في وسط الليل ليلة الأربعاء.
وتفصيل ذلك مدون في كتب الحديث والسيرة.
وأما الخلاف الذي وقع بين الصحابة بعد موته صلوات الله وسلامه عليه، فهو إنكار بعضهم موته، وشكهم في ذلك، حتى ثبتهم الله بخطبة الصديق رضي الله عنه، ثم اجتماع الأنصار في سقيفة بني ساعدة وحضور الصديق وعمر إليهم، وقد حمى الله المسلمين من فتنة التفرق والاختلاف، وعصمهم بخطبة الصديق رضي الله عنه في السقيفة، فبايعه الصحابة رضي الله عنهم فيها، ثم بايعوه في المسجد.
وقد كان تأخير دفن الرسول صلى الله عليه وسلم لأسباب منها: صلاة الصحابة عليه رجالاً ونساء وصبياناً أرسالاً لم يؤمهم إمام، ومنها ما كان من اختلافهم في صفة غسله، وموضع دفنه، ومنها الاهتمام بجمع شمل الأمة وحمايتها من التفرق المؤذن بذهابها.
وقد كان موته صلى الله عليه وسلم أمراً عظيماً، ودهش له الناس، وطاشت قلوبهم، فمنهم من خُبل، ومنهم من أصمت، ومنهم من أقعد إلى الأرض، وكان ممن أخرس عثمان رضي الله عنه، حتى جعل يذهب به ويجاء، ولا يستطيع كلاماً، وكان ممن أقعد علي رضي الله عنه، فلم يستطع حراكاً، وأما عبد الله بن أنيس فأضني حتى مات كمدا. انظر الروض الأنف.
فكيف يقال بعد ذلك تأخروا في دفنه، وهل يمكن لهؤلاء الصحب أن يدفنوا أحب الناس إليهم عقب وفاته؟! ولهذا قالت فاطمة رضي الله عنها لأنس بن مالك: أطابت أنفسكم أن تحثوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم التراب؟!
وإن بعض المنافقين اليوم يريد من الحديث عن تأخير الدفن أن يطعن في هؤلاء السادة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، ولا والله ما اكتحلت الدنيا بأصحاب نبي أفضل من أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، ولا كان على ظهر الأرض من يحب محمدا صلى الله عليه وسلم ويفديه بنفسه وأهله وماله أكرم وأشرف من هؤلاء، فرضوان الله عليهم جميعاً، ولعنة الله على من عاداهم وسبهم وطعن فيهم.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني