الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بطلان الزعم بأن الصلاة تتعرض للتفتيش تسع مرات

السؤال

ما صحة هذا الكلام؟
تفتيش الصلاة في مراحل صعودها... جميعنا نعرف أن صلاتنا ترفع بعد أدائها ويدل على ذلك قول الله تعالى (إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه) صدق الله العظيم.. ولكن هل نعرف ما هي المراحل التي تمر بها صلاتنا عند صعودها، عندما تصلي فإن صلاتك بنفسها تصعد إلى أن تصل إلى مرحلتها الأخيرة فتتعرض للتفتيش تسع مرات، تسع مرات يتم تفتيش الصلاة: أول تفتيش يحدث عند سقف البيت الذي تصلي فيه أو المسجد أو أي مكان آخر, إذا لم يكن هناك سقف فارتفاع بمقدار السقف. في التفتيش الأول عن ماذا يفتش الملَك؟ هناك ملك تأتي الصلاة إلى يديه فيفتش فيها ويتعمق في تفتيشه ويدقق فيه. فينظر... هل الركوع والسجود صحيحان؟ هل القراءة صحيحة أم لا؟ جميع الحروف تنطقها صحيحة أم لا مثلا: نطقك لحرف (ض) في كلمة الضالين صحيح أما لا هل تنطقها كالــ (ظ) أما لا، فيجب التنبه في القراءة ومعرفة مخارج الحروف وكيفية نطقها بالشكل الصحيح. إذن فالملك الأول يدقق في القراءة ويدقق في الركوع والسجود والذكر وكذلك في ثياب المصلي وطهارة المصلي. فإذا كان كل شيء صحيحا وعلى أكمل وجه, الصلاة تصعد, وإن لم يكن كل شيء على أكمل وجه فالرسول (صلى الله عليه وسلم) يقول كما جاء في الرواية: يلفها (يعني الملك يلف الصلاة) كالخرقة ويضرب بها وجه صاحبها. وفي بعض الروايات: يضرب بها على رأسه.
و كما قلنا إذا كان كل شيء على أكمل وجه فالصلاة تصعد فالله عز وجل يقول: (إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه). فتصعد الصلاة حتى تصل إلى السماء الأولى. هناك عند السماء الأولى ملك موكل بالغيبة (هنا تبدأ المرحلة الثانية من التفتيش) يأخذ الملك الصلاة ويفتشها بسرعة, هل فيها أثر للغيبة من أربعين يوما أم لا. إذا كان نعم فإن الملك يرجع الصلاة ويضرب بها على صاحبها، أما إن لم يكن هناك غيبة (صاحب الصلاة لم يغتب) فتصعد الصلاة إلى أعلى. حتى تصل الصلاة إلى السماء الثانية ويتم هناك التفتيش الثالث عند السماء الثانية هناك ملك يقول أنا موكل بالكذب, فيفتش الملك الصلاة ويرى, هل صاحب الصلاة يكذب أم لا, فكل كذبة تترك أثراً في الصلاة, ترى الملك تفتيشه جدا دقيق, فإذا لم يكن هناك أثر للكذب ينتهي الأمر وتصعد الصلاة إلى السماء الثالثة. عند السماء الثالثة ملك موكل بالحسد, ملك موكل بالنميمة, كل هذه الأشياء وكذلك عقوق الوالدين وكذلك شرب الخمر إذا كان صاحب الصلاة يشرب الخمر أم لا. هؤلاء الملائكة عندما ينتهون من تفتيش الصلاة تصل الصلاة إلى السماء السابعة. هنا عند السماء السابعة تنتهي وظيفة الملائكة. وهنا يأتي دور الله عز وجل لتفتيش الصلاة, الله الذي لا تخفى عليه خافية, يعلم ما في الصدور. فالله سبحانه وتعالى يفتش عن نيتنا, يعني الملائكة لا يدرون بالنية, الله سبحانه وتعالى فقط يعلم بالنيات.
ثم الشيء الآخر الذي يدقق في الصلاة مسألة حضور القلب. كم مقدار من صلاتك كان فكرك في الله وحده؟ وكم مقدار من صلاتك تفكر في أمور أخرى، والحمدلله رب العالمين؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فهذا الكلام كلام باطل منكر، لا أصل له في شيء من كتب السنة، ولا تحل روايته إلا بقصد إبطاله، فإن هذا من المغيبات التي لا سبيل إلى معرفتها إلا بخبر معصوم، ولم ينقل عن النبي صلى الله عليه وسلم شيء من ذلك، ونحن نهيب بعموم المسلمين ألا يستقوا معلوماتهم إلا من المصادر الموثوقة المعروفة بتحري الصواب والدقة في النقل.

وأن يتثبتوا في أمثال هذه الأمور قبل روايتها بالسؤال عن صحتها والتحقق من ذلك، وعلى جميع المسلمين أن يعتنوا في باب الترغيب والترهيب بالصحيح الثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم ففيه غنية وكفاية والحمد لله، وقد أفرد العلماء لهذه الأبواب كتباً مستقلة، فليرجع إليها في مثل الترغيب والترهيب للمنذري، ورياض الصالحين للنووي وغيرها من الكتب المباركة التي لا يذكر مصنفوها إلا ما يصلح للاحتجاج به أو للاستئناس به.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني