الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مدى صحة طواف الملائكة بالبيت قبل آدم عليه السلام

السؤال

ذكر أن الكعبة بنتها الملائكة قبل سيدنا آدم عليه السلام، وروي أن أول شيء عمله آدم عليه السلام حين نزل من السماء: أن طاف بالكعبة المشرفة ـ فلقيته الملائكة فقالوا له: نسكك يا آدم، طفنا بهذا البيت قبلك بألفي عام، فإن صحت هذه الرواية تكون الملائكة هي أول من بنى الكعبة المشرفة، وليس آدم عليه السلام، فما صحة هذا الكلام؟ وهل ذكر شيء من هذا الكلام في السنة؟ أم أنها إسرائيليات؟ وما حكم الأخذ بالإسرائيليات؟ وهل نصدقها؟ أم ماذا؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد ذكر بعض المفسرين ـ ومنهم الزمخشري وأبو حيان ـ هذه القصة المذكورة في السؤال، ومعتمد ذلك هو الإسرائيليات وليس فيها نص ثابت، فقد قال ابن كثير في البداية والنهاية: لم يجئ في خبر صحيح عن المعصوم أن البيت كان مبينا قبل الخليل عليه السلام، وقد ذكرنا أن آدم نصب عليه قبة وأن الملائكة قالوا له: قد طفنا به أربعين يوما أو نحو ذلك، ولكن كل هذه الأخبار عن بني إسرائيل، وقد قررنا أنها لا تصدق ولا تكذب فلا يحتج بها.

وبهذا يعلم عدم صحة هذا الكلام وعدم ذكره في السنة وأنه من الإسرائيليات، وقد بين ابن كثير كيفية التعامل معها، وراجع لمعرفة تاريخ بناء الكعبة الفتوى رقم: 17346.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني