الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الصفرة والكدرة إذا كانت متصلة بدم الحيض

السؤال

دورتي عبارة عن 7 أيام وينقطع الدم وتبقى الكدرة والصفرة تخرج في ساعات متعددة إلى اليوم 10، أما في اليوم 11 و12 و13 فأبقى طوال اليوم نظيفة حتى تخرج الصفرة في ساعة واحدة ـ فقط ـ وأحيانا أبقى يوما كاملا لم ينزل مني شيء وتنزل في اليوم الذي بعده صفرة، فهل يشملني قول ابن عباس أم لا؟ وفي الغالب لا أغتسل إلا في اليوم 14 أو 15 حين لا أرى شيئا أبدا، فهل فعلي هذا صحيح أم لا؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد أوضحنا مذاهب العلماء في الصفرة والكدرة والقول المختار عندنا في حكمها في الفتويين رقم: 117502، ورقم: 134502.

وحاصل ما نرجحه: أن الصفرة والكدرة تعد حيضا إذا كانت في زمن العادة، أو كانت متصلة بالدم، وأما بعد الطهر فلا تعد الصفرة والكدرة حيضا، لقول أم عطية ـ رضي الله عنها: كنا لا نعد الصفرة والكدرة بعد الطهر شيئا.

رواه أبو داود بهذا اللفظ.

وعلى هذا، فإذا رأيت الطهر بانقطاع الدم وما اتصل به من صفرة وكدرة فالواجب عليك أن تغتسلي، لقول ابن عباس ـ رضي الله عنهما: ولا يحل لها إذا رأت الطهر ساعة إلا أن تغتسل.

فإذا عاودتك الصفرة أو الكدرة فلا تلتفتي إليها ولا تعديها حيضا، لما ذكرناه، وبه تعلمين أن ما تفعلينه غير صحيح على الراجح عندنا، ومن العلماء من يعد الصفرة والكدرة حيضا في زمن الإمكان ـ وهو مدة الخمسة عشر يوما التي هي أكثر مدة الحيض ـ ولكن الراجح عندنا هو ما قدمناه، ومن ثم فالأحوط لك أن تقضي الصلوات التي تركتها بعد انقطاع الحيض وقبل اغتسالك منه، لأنها دين في ذمتك لا تبرئين إلا بقضائها، ولمعرفة كيفية القضاء انظري الفتوى رقم: 70806.

وللاطلاع على ما للعلماء من خلاف في هذه المسألة انظري الفتوى رقم: 125226.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني