الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ليس للمتبرجات من حق يطالبن به يوم القيامة من نظر إليهن

السؤال

سمعت في بعض الخطب والمحاضرات ـ وأظنها من سماحة الشيخ محمد حسان ـ أن من يطلق بصره إلى المستحسنات من النساء الكاسيات، أو العاريات، ومن يرتاد المواقع الإباحية ليطلع إلى مواقع جنسية محظورة ومن رآهم على تلك الحالة يأتونه يوم القيامة يحاسبونه على ما اقترف في حقهم من التطلع إلى ذلك ويشهدون عليه ويختصمون فيه فيحشر في النار معهم، وقال: إلا أن يكون عمل عملا صالحا يرجوه، أو قرآنا يشفع فيه، أو ما دون ذلك، فهل هناك في السنة أوالكتاب ما يثبت صحة هذا الكلام؟ وهل هناك حديث صحيح في معنى ما قيل?.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا يتيسر لنا الاطلاع على كلام الشيخ محمد حسان، ويحتمل أن السائل نفسه لم يحسن فهم مراده، وعلى أية حال فالنساء اللاتي يضعن صورهن على مواقع الإنترنت الإباحية، أو غيرها ليس لهن من حق يطالبن به من ينظر إليهن - سواء في الدنيا، أو في الآخرة ـ بل العكس قد يكون هو الصحيح، فهن اللاتي يتسببن في فتنة الناس ويقمن بإغوائهم، وبالتالي يتحملن أوزار من يُفتتن بهن، قال تعالى: لِيَحْمِلُواْ أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُم بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلاَ سَاء مَا يَزِرُونَ. { النحل: 25 }.

وقال سبحانه: وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالًا مَّعَ أَثْقَالِهِمْ وَلَيُسْأَلُنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَمَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ. { العنكبوت: 13 }.

وقال عز وجل: قَالَ ادْخُلُواْ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُم مِّن الْجِنِّ وَالإِنسِ فِي النَّارِ كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَّعَنَتْ أُخْتَهَا حَتَّى إِذَا ادَّارَكُواْ فِيهَا جَمِيعًا قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لأُولاَهُمْ رَبَّنَا هَؤُلاء أَضَلُّونَا فَآتِهِمْ عَذَابًا ضِعْفًا مِّنَ النَّارِ قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَكِن لاَّ تَعْلَمُونَ* وَقَالَتْ أُولاَهُمْ لأُخْرَاهُمْ فَمَا كَانَ لَكُمْ عَلَيْنَا مِن فَضْلٍ فَذُوقُواْ الْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْسِبُونَ. { الأعراف: 38-39 }.

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من سن في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أوزارهم شيء. وقال ـ أيضاً ـ صلى الله عليه وسلم: من دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئاً. رواهما مسلم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني