الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الإسلام يرغب في السعي والكسب وترك الكسل

السؤال

ما حكم من جلس بدون عمل مع قدرته عليه تاركا الدولة تصرف عليه كما في الدول الغربية فالدولة تعطي مالا للعاطلين عن العمل؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد رغب الإسلام في السعي والكسب وذم الكسل والخمول واستجداء الناس، وهذه بعض النصوص تبين ذلك قال تعالى: فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللهِ وَاذْكُرُوا اللهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ {الجمعة:10}

وفي الصحيحين وغيرهما عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: والذي نفسي بيده لأن يأخذ أحدكم حبله فيحتطب على ظهره خير له من أن يأتي رجلاً فيسأله أعطاه أو منعه.

وفي الصحيحين أيضا من حديث ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: اليد العليا خير من اليد السفلى.

وقال أيضا: ما من مسلم يغرس غرساً أو يزرع زرعاً، فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة إلا كان له به صدقة. رواه البخاري.

وقال عمر رضي الله عنه آمرا بالكسب حاثا على السعي: إن السماء لا تمطر ذهبا ولا فضة.

وقال المروذي: سمعت رجلا يقول لأبي عبد الله أحمد بن حنبل: إني في كفاية، قال: الزم السوق تصل به الرحم وتعود به على نفسك.

وقال أحمد للميموني: استغن عن الناس فلم أر مثل الغنى عن الناس.

فهذه النصوص والآثار تدل على فضل السعي والكسب وأن تكون يد المؤمن هي اليد العليا لا السفلى وأن يكون هو المعطي لا الآخذ. هذا إن كان ما يأخذه بحق حلالا مشروعا، وأما إن كان ما يأخذه محرما لكونه يأخذه بحيلة وغش كأن تكون الدولة إنما تعطي للعاجز عن العمل أو الساعي فيه قبل أن يجده. أما المتكاسل عنه فلا يستحق المعونة. إن كان الأمر هكذا فلا يجوز لمن جلس في بيته كسلا واتكالا على المعونة المقدمة لغير العمال أن يأخذ المعونة المذكورة إذ لا حق له فيها، أما لو كانت تعطى لكل من لا عمل له سواء بعذر أو بغير عذر فلا حرج في أخذها والانتفاع بها وإن كان الاستغناء عنها بالعمل والكسب أفضل وأخير.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني