الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وسائل إنكاح الفتاة إذا عضلها وليها

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيمهل يجوز يا شيخ أن أرتبط بشخص من غير موافقة الأهل، مع العلم أن هذا الشخص تقدم لي ورفض من قبل والدي، مع العلم أيضا أني فاقدة العذرية ولكن ليس من هذا الشخص وأهلي على علم بذلك وهذا الشخص موافق على أن يستر علي فما هو رأي الشرع في زواجي منه؟ أنا أريد ذلك للمحافظة على نفسي من الرجوع للخطأ مرة أخرى؟ولكم جزيل الشكر والامتنان.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإن الزنا من كبائر الذنوب، ومن رذائل الفواحش، والزاني والزانية على خطر عظيم إن لم يتوبا إلى الله توبة صادقة نصوحا مستوفية شروط التوبة.
وليتذكر من أراد أن يزني أو يعصي أن الله مطلع عليه، وأنه سبحانه يراه حين يعمل هذه الرذيلة، وأنه سيقف بين يديه، وأنه سيحاسبه على ذلك، فليعد الجواب لذلك، وليعلم أن خزي الآخرة أعظم من خزي الدنيا.
وننبه الأخت السائلة إلى أنه لا يجوز لها أن تربط علاقات مع أي رجل، لما هو ظاهر من الفساد المترتب على ذلك، ومنه ما حصل لها مع الرجل السابق، فيجب عليها قطع أي علاقة من ذلك فوراً، ولتعلم أن من شروط النكاح الولي - كما تقدم في الفتوى رقم: 1766 - إلا أنه إذا عضل الولي من هي تحت ولايته، فأبى أن يزوجها بصاحب الدين والخلق، فإن لها أن ترفع أمرها إلى المحاكم لينقل الولاية إلى غيره من الأولياء، أو يجبره هو على عقد النكاح، أو يتولى الحاكم عقده بنفسه.
كما ننصح الأباء بأن يتقوا الله في بناتهم، فإذا جاءهم من يرضون دينه وخلقه، فإنه لا يجوز لهم أن يعضلوهن عنه.
وفي الختام نقول للأخت السائلة: إذا كان هذا الرجل صاحب دين وخلق، فيمكنها أن تتلطف مع والديها في إقناعهما، أو توسط لهما من يقنعهما ممن له نوع تأثير عليهما.
أما إذا لم يكن صاحب دين، فإنه يجب عليها أن تنساه، وأن تصبر حتى يسهل الله لها صاحب الدين والخلق.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني