الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هدي السلف فيما إذا أخر الأئمة الصلاة في الوقت

السؤال

أنا موظف في مؤسسة حكومية والوزير عندنا يشترط إقامة الصلاة بوجوده لإمامتنا مما يتسبب في تأخير صلاة الظهر لأكثر من ساعة أحيانا ،علماً أنه لا يقيم الصلاة في موعد محدد فيوماً تقام الصلاة بعد ساعة وأحيانا أكثر وأحيانا أقل، فهل يجوز لي مخالفته والصلاة منفردا أو برفقة أحد الزملاء ولو ألحق ذلك بي الضرر..
بماذا تنصحوني..

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالصلاة جائزة في أي جزء من أجزاء الوقت، فلا حرج في تأخير صلاة الظهر بالقدر المذكور ما لم تخرج عن وقتها الذي وقته الله عز وجل، وانظر الفتوى رقم: 136972، لكن إذا خشي أن يفضي هذا التأخير إلى إخراج الصلاة عن وقتها فيجب عليك أن تصلي في الوقت، وإن خشيت ضررا فصل معهم وتكون صلاتك نافلة، فعن أبي ذر: قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: كيف أنت إذا كانت عليك أمراء يميتون الصلاة أو يؤخرون الصلاة عن وقتها؟ قلت: فما تأمرني؟ قال: صل الصلاة لوقتها فإن أدركتها معهم فصل فإنها لك نافلة. رواه مسلم. وليس لك أن تصلي بمفردك إذا كنت تعلم أن الجماعة يصلون في الوقت لأن صلاة الجماعة واجبة على الأعيان على الراجح من كلام أهل العلم.

وطاعة ولاة الأمر في غير معصية الله من الأصول المقررة عند أهل العلم، وقد قام على هذه القاعدة من الأدلة دلائل كثيرة، وقد صرح العلماء بأن الإمام إذا أخر الصلاة في الوقت وكان لا يخرجها عنه فإنه ينتظر ولا يصلى قبله.

قال ابن رجب رحمه الله: قال أحمد وإسحاق: إنما يصلي في بيته ثم يأتي المسجد إذا صلى الأئمة في غير الوقت: نقله عنهما ابن منصور.

ومرادهما: إذا صلوا بعد خروج الوقت، فإن تأخير الصلاة عن وقتها عمداً في غير حال يجوز فيها الجمع لا يجوز إلا في صور قليلة مختلف فيها، فأما إن أخروا الصلاة عن أوائل وقتها الفاضلة، فإنه يصلي معهم ويقتصر على ذلك. وقد روى الشافعي بإسناده عن ابن عمر أنه أنكر على الحجاج إسفاره بالفجر، وصلى معه يومئذ. وقد قال النخعي: كان ابن مسعود يصلي مع الأمراء في زمن عثمان وهم يؤخرون بعض التأخير، ويرى أنهم يتحملون ذلك. انتهى.

فهذا هدي السلف رحمهم الله في أن الأئمة إذا أخروا الصلاة في الوقت انتظروا حتى يصلوا معهم ولم يصلوا قبل صلاتهم، والخير كل الخير في اتباع هدي السلف رحمهم الله، وبخاصة إذا كان ينشأ عن مخالفة ذلك فتنة أو يؤدي إلى حدوث فرقة وفساد لذات البين فإن توقي ذلك من أهم المهمات. وبه تعلم ما ننصحك به وهو أن تصلي مع إمامك ولا تصل بمفردك أو مع آخر قبل صلاته.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني