الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم التخلف عن صلاة الجماعة لأجل قضاء بعض المصالح

السؤال

هل الذهاب خارج البيت لقضاء المصالح الحياتية مثل استخراج الأوراق الرسمية وما شابه من الحاجات التي تتعارض مع وقت صلاة الجماعة في المسجد يعتبر عذرا للتخلف عنها مع أنني يمكن أن أصليها جماعة خارج المسجد؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فصلاة الجماعة واجبة على الراجح من أقوال العلماء، وأكثر الموجبين للجماعة لا يوجبونها في المسجد ويرون أنها تجزئ في كل مكان وإن فاتت الفضيلة من صلى في غير المسجد.

وعليه؛ فإن فاتتك الجماعة في المسجد وصليت جماعة في غير المسجد كنت آتيا بالواجب عليك عند أكثر الموجبين للجماعة، وانظر الفتوى رقم: 128394.

وعلى فرض أنك لم تتمكن من صلاة الجماعة أصلا فإن لك عذرا في التخلف عن الجماعة إن كنت تخشى ضررا بشهودها، وقد سئل الشيخ العثيمين رحمه الله: السؤال: إذا كنت أنتظر دوري في الكشف عند الطبيب أو في مراجعة وأقيمت الصلاة، والمستوصف أو الشركة لا تغلق وقت الصلاة، فإذا ذهبت للصلاة قد يفوت دوري، فهل أترك الجماعة؟ فأجاب رحمه الله قائلا: لا بأس هذا يعذر بترك الجماعة، هذا الذي ينتظر دوره كما قلت يعذر بترك الجماعة؛ لأنه إذا ذهب يصلي فهو أولاً سيصلي وفكره مشغول، أليس كذلك؟ وثانياً: أنه يلحقه ضرر وربما يكون جاء من مسافة بعيدة، فهنا يعذر بترك الجماعة، والإنسان إذا قُدِّم عشاؤه أو غداؤه قلنا له: اجلس وتعشَ براحة وطمأنينة ولو فاتتك الصلاة، وابن عمر رضي الله عنهما كان يتعشى في بيته وهو يسمع قراءة الإمام، مع أن عبد الله بن عمر من أشد الناس ورعاً والتزاماً بالسنة ومع ذلك يتعشى والإمام يصلي، امتثالاً لقول الرسول عليه الصلاة والسلام: لا صلاة بحضرة طعام، ولا وهو يدافعه الأخبثان. انتهى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني