الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

شرح حديث (..لن تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته)

السؤال

هل يوجد حديث صحيح على أن من قرأ الفاتحة وآخر سورة البقرة أعطي بكل حرف منها؟ وما هو الذي سيعطاه زيادة عن أن من قرأ حرف له حسنة والتي تضاعف بعشر أمثالها؟ إذن فما الذي سيعطاه بخصوص قراءة هذه الآيات؟ أم أن نص الحديث من دعا بهذه الآيات؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالحديث الذي تشير إليه في سؤالك رواه مسلم في صحيحه عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال: بينما جبريل قاعد عند النبي صلى الله عليه وسلم سمع نقيضا من فوقه فرفع رأسه فقال: هذا باب من السماء فتح اليوم لم يفتح قط إلا اليوم فنزل منه ملك، فقال هذا ملك نزل إلى الأرض لم ينزل قط إلا اليوم فسلم وقال: أبشر بنورين أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك: فاتحة الكتاب وخواتيم سورة البقرة ـ لن تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته.

فالحديث صحيح.

وقد اختلف العلماء في معنى قوله: إلا أعطيته ـ فحمله بعضهم على أن المراد ما ورد فيها من الدعاء، وحمله آخرون على الثواب، قال السندي في حاشيته على سنن النسائي: أي مما فيه من الدعاء إلا أعطيته أي أعطيت مقتضاه. اهـ.

وقال الملا علي القاري في مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح: أي أعطيت ما اشتملت عليه تلك الجملة من المسألة كقوله: اهدنا الصراط المستقيم ـ وكقوله: غفرانك ربنا ـ ونظائر ذلك، وفي غير المسألة فيما هو حمد وثناء أعطيت ثوابه. اهـ.

وقال ابن علان في كتابه دليل الفالحين شرح رياض الصالحين: والمراد ثوابه الأعظم من ثواب نظيره في غير هذين، أو المراد بالحرف معناه اللغوي وهو الطرف، وكنى به كل جملة مستقلة بنفسها: أي أعطيت ما تضمنته إن كانت دعائية ـ كاهدنا ـ وغفرانك ـ الآيتين، وثوابهما إن لم يتضمن ذلك كالمشتملة على الثناء والتمجيد .اهـ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني