الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

صيام الأيام للمتمتع الذي لا يجد الهدي متتابعة أم متفرقة

السؤال

متمتع لم يجد الهدي فصام ثلاثة أيام في الحج، فهل يمكنه أن يصوم السبعة الباقية متفرقة يعني: مرة يومين ومرة يوما ـ حتى يكملها، أو لا يجزئه إلا صيامها متتالية يوما بعد يوم؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالمتمتع إذا لم يجد الهدي يجب عليه صيام ثلاثة أيام في الحج وسبعة إذا رجع، لقوله تعالى: فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ {البقرة:196}.

وكيفما صام هذه الأيام أجزأه، فلا يجب فيها تتابع ولا تفريق، بل لو صامها متتابعة جاز، ولو صامها متفرقة جاز لإطلاق الأمر في الآية، قال العلامة الشنقيطي ـ رحمه الله: والظاهر أن الأيام الثلاثة والأيام السبعة: لا يجب التتابع في واحد منهما، لعدم الدليل على ذلك، قال في المغني: ولا نعلم فيه خلافاً. انتهى

وقال الشيخ العثيمين ـ رحمه الله: الواجب إطلاق ما أطلقه الله ورسوله وتقييد ما قيده الله ورسوله ـ فالله ـ عزّ وجل ـ أطلق: ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُم ـ { البقرة: 196}.

ولم يقيدها بكونها متتابعة، وإذا لم يقيدها الله، فإن تقييدها تضييق على عباد الله في شريعة الله، وإذا كان ليس لنا الحق أن نطلق ما قيده الله، فليس لنا الحق ـ أيضاً ـ أن نقيد ما أطلقه الله، بل تقييد ما أطلقه الله أشد من إطلاق ما قيده الله، لأن تقييد ما أطلقه الله مخالف لمقاصد الدين الإسلامي، وهو التيسير والتسهيل، فإن المطلق أسهل من المقيد. انتهى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني