الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

سماع القرآن أثناء الانشغال بالعمل... رؤية شرعية

السؤال

هل يجوز أن أستمع إلى القرآن عن طريق آلة التسجيل وأنا أقوم بأعمال المنزل، مع أني أنشغل عنه بعض الوقت وأفكر في أمور أخرى أو أتحدث مع زوجي لبعض الوقت؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا باس في الاستماع إلى القرآن من آلة التسجيل، ويسن الإصغاء والتدبر وعدم التشاغل، ولكن إن حدث الانشغال لعذر، فلا مانع، وقد نص الحنابلة على سنية الاستماع والإصغاء، وأوجب ذلك الحنفية. وانظري الفتوى: 30521 وإذا دعت الحاجة إلى التحدث مع الزوج أو غيره أثناء القراءة، فينبغي أن يغلق المسجل، أو يكون التحدث بصوت منخفض، فقد نص العلماء على منع رفع الصوت على القراءة والحديث، أخذا من قوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ [الحجرات:2].

قال القرطبي عند تفسير آية الحجرات تلك: وكلامه -يعني النبي صلى الله عليه وسلم- المأثور بعد موته، مثل كلامه المسموع من لفظه، فإذا قرئ كلامه وجب على كل حاضر أن لا يرفع صوته عليه، ولا يعرض عنه، كما كان يلزمه ذلك في مجلسه عند تلفظه به. وقد نبه الله سبحانه وتعالى على دوام الحرمة على مرور الأزمنة بقوله: (وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون)[الأعراف:204].

والله تعالى أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني