الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مدى أثر تسمية المولود باسم شخصية صالحة على سلوكه

السؤال

سؤالي يعتبر محرجا قليلا لكني أريد به وجه الله تعالى:
فالحمد لله قد رزقني الله عز وجل وأنبت الله في أحشاء زوجتي طفلا ننتظر مجيئه بإذن الله، وقد سمعت درسا في المسجد عن القدوة الحسنة للطفل مفاده أن الأب والأم من الصعب أن يكونا قدوة حسنة للطفل في كل شيء بناء عليه يجب أن نربي الطفل على قصص السلف والصحابة والأنبياء ونروي لهم قصصهم كما نروي لهم القصص التقليدية الحديثة لتكون أحد الأسس التي تشكل عقليته فيكونوا لهم قدوة بدلا من أن يتخذ لاعبا أو مغنيا قدوة له. فلو تم إخلاص النية لله أنك تريد أن يرزقك الله طفلا يكون مثل (عمر بن الخطاب) سيرزقك الله عمر بن الخطاب فعلا. ومن هذا المنطلق خطر في بالي فكرة معتمدة على مفاد الدرس وفضول الطفل في سؤاله عن كل شيء لماذا وكيف مثلا مع الافتراض أني سميته عبد الله فعندما يسألني لماذا سميتني عبد الله فيكون ردي عليه تيمنا بالصحابي عبد الله بن عمر وعبد الله بن عباس وعبد الله بن الزبير وعندها أروي له قصصهم بناء عليه سيقتفي أثرهم ويحذو حذوهم ويأخذهم قدوة لنفسه، ومن هذا المنطلق سيدي الشيخ وأنا أتمنى وأدعو الله قبل أن أتزوج وأرزق بطفل وأنا أدعو الله إن رزقني بولد أو فتاة أن يكون به ريح من الصحابي الذي سأختار له اسما مثله بإذن الله مخلصا في ذلك نيتي لله تعالى لكن زوجتي حينما بدأت أكلمها في ذلك أجدها تقول أنها تريد أسماء جديدة ولها صفة دينية وليست شخصية بمعنى للفتاه تحب اسم رحمة، والفتى تحب اسم يوسف علما بأني ذكرت لها أني أحب اختيار اسم صحابي مثل له سيرة في أمور حياتيه كثيرة ستساعد الطفل في الرجوع لها لتكون مرجعا له في شؤون حياته كلما صادفت موقفا ما وهنا أحسست أنها ليس لديها استعداد لسماع ذلك، وتقول لي يمكن أن نربيه سيرة صحابي ما وليس بشرط أن نسميه بنفس اسم صحابي ما. وهذا أمر يؤلمني لأكثر من سبب أولا أشعر بضعف الحس الديني فيها علما بأني تزوجتها عندما علمت أنها متدينة. ثانيا أشعر بالعناد في أسلوب تفكيرها وعدم تحكيم العقل فهل أنا المخطئ بتصلبي في رأيي أم هل العيب في زوجتي؟ هل يمكن أن تساعدني بأسماء كتب يكون فيها أسماء للصحابة وقصص لهم بحيث تكون مرجعا لنا؟ وما نصيحتكم في ذلك فهذا أمر لا يبشر بخير فهل عندما أناقشها في شيء له مرجع ديني سترده علي لمجرد رغبة أخرى لهذا أمر بدلا من أن تساعدني على فعل الخير، فما هي نصيحتكم؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فتسمية المولود حق للأب كما بيناه في الفتوى رقم: 66008.

فإن كنت تريد تسمية ولدك باسم من الأسماء الحسنة كأسماء الصحابة فلا حق لزوجتك في الاعتراض على ذلك، لكن لا ينبغي أن تكون مثل هذه الأمور مثارا للخلاف بين الزوجين، فلقد أعطيت الأمر أكبر من حجمه فالخطب يسير والأمر أهون مما تتصور.

قال الشيخ بكر أبو زيد: فعلى الوالدة عدم المشادة والمنازعة، وفي التشاور بين الوالدين ميدان فسيح للتراضي والألفة وتوثيق حبال الصلة بينهم. تسمية المولود.

مع التنبيه على أن رغبة زوجتك في تسمية ولدها باسم آخر ما دام الاسم مقبولا شرعا لا يدل على ضعف الحس الديني عندها كما ذكرت، كما أن الحرص على تربية الولد على الفضائل والاقتداء بالصالحين لا يستلزم تسميته باسم معين من أسمائهم، وإنما يكفي أن تسميه باسم حسن ثم تجتهد في تنشئته على الفضائل وتعليمه الدين، ومما يعينك على ذلك أن تتفاهم مع زوجتك وتتعاونا على هذا الأمر وتستعينا بالله عز وجل، وللفائدة حول أسماء الصحابة والكتب التي تفيدك في شأنهم، راجع الفتويين: 32291، 123580.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني