الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حذر العامل من سلك كهربائي فمر فوقه فمات

السؤال

توفي في منزلي بصعقة كهربائية من كابل يمر فوق منزلي شاب من عائلتي كان يساعدني في نقل بعض مواد البناء من الأسفل إلى الطابق الثاني من حين لآخر مقابل بعض المال بالطبع ولعلمكم فقد كنت دائما أحذره من خطورة القرب من الكابل، وسؤالي: ماذا عساي أن أفعل في هذه الحالة؟ مع العلم أن أهل المتوفى ـ رحمه الله ـ يطلبون بدفع المال إليهم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا يلزمك شيء في الصورة المذكورة في السؤال، لأنك لم تباشر إتلاف هذا الشخص ولم تتسبب فيه ما دمت قد أعلمته بوجود هذا الكابل وحذرته منه، وهذه المسألة تشبه ما لو حفر الإنسان في بيته بئرا فوقع فيها إنسان فتلف فإنه لا ضمان عليه إذا كانت البئر مكشوفة وكان الداخل بصيرا، قال ابن قدامة ـ رحمه الله: فصل: فإن حفر إنسان بئرا في ملكه فوقع فيها إنسان، أو دابة فهلك به وكان الداخل دخل بغير إذنه فلا ضمان على الحافر، لأنه لا عدوان منه، وإن دخل بإذنه والبئر بينة مكشوفة والداخل بصير يبصرها فلا ضمان أيضا، لأن الواقع هو الذي أهلك نفسه فأشبه ما لو قدم إليه سيف فقتل به نفسه، وإن كان الداخل أعمى، أو كانت في ظلمة لا يبصرها الداخل، أو غطى رأسها فلم يعلم الداخل بها حتى وقع فيها فعليه ضمانه، وبهذا قال شريح والشعبي والنخعي وحماد ومالك وهو أحد الوجهين لأصحاب الشافعي، وقال في الآخر: لا يضمنه، لأنه أهلك نفسه. انتهى.

وبه يتبين لك أنه لا ضمان عليك ـ إن شاء الله ـ ولكن إن كان في مقدورك أن تواسي أهله بشيء من المال تبرعا منك كان ذلك حسنا ولك فيه الأجر ـ إن شاء الله.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني