الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم المطالبة بثمن زائد بعد أن استوفى عقد البيع الشروط

السؤال

سيدة مسلمة باعت شقة كانت تملكها لشخص مسلم ولم يتم تسجيل العقد نظراً لوجود المشتري بالخارج وبعد أن سكن المشتري وبحوالي خمس سنوات من وقت الشراء رفضت البائعة تسجيل العقد مطالبة بسعر أعلى فهل لها ذلك؟ وهل المال الذي تطالب الشاري به سيكون حلالاً؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإذا كان هذا البيع قد تم مستوفياً شروط وأركان البيع الصحيح، فلا يجوز الرجوع فيه، ولا طلب أموال أكثر مما اتفق عليه في العقد، وإن لم يكن مسجلاً في السجل العقاري، لقوله سبحانه وتعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الْأَنْعَامِ إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ مَا يُرِيدُ) [المائدة:1] .
وهذا أمر يفيد الوجوب، فيحرم على هذه المرأة هذا الفعل، ولذلك فإننا نوصيها أن تتقي ربها، ولا تطلب أكثر من حقها، وسوف يعوضها الله خيراً مما طلبت إن تركته لله رب العالمين، وأزالت من نفسها الحرص على أخذ ما لا يحلُّ لها أخذه.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني