الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يشرع نقل الزكاة وتأخير إخراجها لمدة عام

السؤال

اسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يوفقكم ويجعل هذا في ميزان حسناتكم، والسؤال: عندي مبلغ من المال بلغ النصاب ومر عليه الحول، وأريد أن أخرج الزكاة، فهل يجوز أن أؤخر دفع الزكاة إلى العام القادم ـ إن شاء الله ـ علما بأنني حاليا أقيم في بلاد أجنبية وأريد أن ينتفع بها إخوتي في الإسلام في وطني، حيث أعلم أنهم محتاجون أكثر من الإخوة المسلمين هنا؟ وأيضا أجد صعوبة في إرسال هذا المال.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنريد أولاً التنبيه إلى أن نقل الزكاة عن محل وجوبها مختلف في جوازه بين أهل العلم إذا كان يوجد من يستحقها في البلد الذي وجبت فيه، والأفضل أن يخرج المرء من الخلاف ولا ينقل الزكاة إلا عند تعذر إخراجها في بلد الوجوب، وراجع الفتوى رقم: 124385.

كما يجب العلم بأن إخراج الزكاة واجب على الفور ولا يجوز تأخيرها لغير عذر، كما بينا ذلك في الفتوى رقم: 133278.

واستثنى بعض أهل العلم حالات يجوز تأخير الزكاة فيها ذكرناها في الفتوى المشار إليها، وكثير ممن أجاز تأخيرها قيد التأخير بزمن يسير، كما قال صاحب كشاف القناع من كتب الحنابلة: وقيده جماعة بالزمن اليسير للحاجة. انتهى.

لا سيما ونحن في عصر لا يتعذر فيه إرسال المال غالباً، وعليه فلا نرى أنه يجوز لك ـ أخي السائل ـ تأخير إخراج الزكاة لمدة طويلة، فإن كانت مدة الانتظار يسيرة عرفاً فلا مانع من الانتظار حتى تجد طريقة ترسل بها المال وإلا فالواجب عليك أن تخرجها فوراً.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني