الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يأثم من دل غيره على المواقع الإباحية

السؤال

كنت جالسا عند أحد زملائي وتحدثنا بأن فلانا يوجد لديه فلاش يوجد به أفلام إباحية فقال زميلي كيف يحصل عليها؟ فقلت لا تذهب بعيدا فموقع الفيس بوك يوجد بها أفلام إباحية قال لا كذاب أنا أستخدم الفيس بوك منذ مدة ولم أرها في عمري، فقلت لا فيه قال تعال وأرني قلت اذهب لكذا وافعل كذا ثم طلعت الأفلام ثم طلع زميلي من الموقع، وسؤالي: هل إذا لعب عليه الشيطان ودخل على الموقع ورأى الأفلام علي إثم، لحديث رسول الله صلى الله علية وسلم: الدال على الخير كفاعله، والدال على الشر كفاعله؟ أرجو الرد بسرعة.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد أخطأت في حديثك مع زميلك هذا في مواضع، فمنها حديثكما عن شخص آخر غائب عنكما وذكره بما يسوء، وهذا من الغيبة المحرمة ما لم يكن مجاهرا بمعصيته، ومنها استرسالكما في هذا الحديث الذي ضره أقرب من نفعه، وتماريكما في هذا الأمر الساقط الذي يربأ المسلم بنفسه عن أن يخوض فيه فضلا عن أن يماري فيه غيره، ومنها دلالتك له على موضع تلك الأفلام الخبيثة والظاهر أنه لا يمتنع من مشاهدتها إن كان رقيق الديانة، ومما يدل على أن هذا هو الظاهر حرصه على معرفة مكانها ومن أين أتى بها هذا الشخص واتباعه الخطوات التي دللته عليها، ولو كان ممن يتقي الفتن لامتنع من ذلك، وبالجملة فقد أسأت في هذا الموقف وأخطأت، ويجب عليك أن تتوب إلى ربك تبارك وتعالى، وأن تحرص على مجانبة ما وقعت فيه في تلك المحاورة، وينبغي أن تجعل أحاديثك مع غيرك عامرة بذكر الله تعالى والحديث فيما ينفع في الدين والدنيا، ولا تخض في مثل هذه الأحاديث الباطلة التي تعود على المتحدث فيها بالشر.

فإذا تبت إلى ربك عز وجل واجتهدت في مناصحة صاحبك هذا بالطريق المباشر وغير المباشر أن يجتنب مثل هذه الأمور الخبيثة التي هي أسرع شيء في فساد قلب العبد فنرجو أن يتجاوز الله عنك ويغفر لك فإنه تعالى يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات وهو تعالى التواب الرحيم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني