الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

منع الوالدين ابنهما من حضور صلاة الجماعة

السؤال

سؤالي هو: ما حكم صلاتي في البيت إذا كان المسجد متوسط المسافة من منزلي أي لا هو ببعيد ولا قريب، وأبي وأمي يمنعونني من الذهاب إليه بحجة أنه بعيد ويخافون علي، مع العلم أن عمري 16 سنة. فإن كان الأمر بيدي لكنت خرجت بكل تأكيد، ولكنهم يمنعونني، وقد جربت كل طرق الإقناع معهم لكن بدون فائدة. فما الحل مع العلم أن الإقناع لن يفيد معهم؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فاعلم أولا أن صلاة الجماعة واجبة على الرجال الأحرار البالغين، وقد أوجب بعض العلماء فعلها في المسجد، وإن كان أكثر الموجبين للجماعة يرون أنها تجزئ في كل مكان، وانظر الفتوى رقم: 128394.

وعليه، فإن كنت تصلي في بيتك جماعة فلا إثم عليك عند أكثر الموجبين للجماعة، وإن فاتتك فضيلة الصلاة في المسجد، ونحن ننصح والديك -هداهما الله- ألا يضيقا عليك في أمر الذهاب إلى المسجد، وليعلما أنهما بذلك يضرانك ولا ينفعانك بمنعهما إياك من هذا الخير العظيم، فإن شهود الجماعة في المساجد له من الفضل والأثر العظيم على إصلاح القلب ما هو معلوم، واجتهد في دعاء الله تعالى أن يهديهما لئلا يمنعاك من الذهاب إلى المسجد؛ فإن القلوب بين إصبعين من أصابعه يقلبها كيف يشاء.

هذا إن لم يكن لخوفهما عليك سبب معتبر شرعا، فإن كان لخوفهما عليك ما يسوغه فعليك أن تطيعهما في ترك الذهاب إلى المسجد، وإن لم يكن لهذا الخوف ما يسوغه فيجوز لك مخالفتهما والذهاب إلى المسجد بغير إذنهما، فإن هذا مما لا تجب طاعتهما فيه. وانظر الفتوى رقم: 131171.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني