الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

العلماء الراسخون يؤتون فهما في القرآن فوق ما يعلمه غيرهم

السؤال

من الموقع الآتي يقول المفسر : إن معارف القرآن الكريم التي نزلت بلسان عربي مبين لا يمكن أن تكون هي نفسها التي أشار الله تعالى إلى وجودها في اللوح المحفـوظ والتي لا يمكن كشف تفاصيلها أو الاحاطة بها إلا من قِبل النبي "صلى الله عليه وسلم" والمقربين: http://www.elaph.com/Web/opinion/2010/10/607569.html?entry=homepagemostvisitedtoday
وهذا التفسير حصيف ونميل إلى الاقتناع بِهِ بصفة مجملة، وبنـاء عليه - فإننا ويكأننا نعلن حالة الطوارىء فيما بين عباد الله المتقين بالعالم بالدعاء الآتي إلى الله عز وجل:
اللهُم أكرم بعض أو أحد عبادك المتقين ممن تعلم وأنت العليم الخبــير الحكيم بزيارة الرســـــول الحبيب إليهم بالمنام - وبما تشاء من هداية وإرشاد ونصح لأمة محمد عليه الصلاة والسلام أوعما يشغل خواطِر المسلمين من مسائل وأمور وهموم .. اللهُم يا من تستجيب للدعـــــاء من المسلمين استجِب ، اللهُم يامن استجبت لمن دخل الإسلام بدعوة من الرسول بصدر الإسلام .. ونحن من أهل العجب آمنا وصدقنا وأسلمنــا بصحف - اللهُم استجب .. اللهُم وأنت الخبير العليم الحسيب القدير .. اللهُم استجِب .. اللهُـــم يا من تستجيب لدعاء المظلوم - ويظلمونا بعلمانية اللهُم استجب .. آمين آمين آمين
والنشر بين المسلمين أمانة ، وعلى سبيل التهيؤ واستعداد المتقين.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا ندري ما مقصود القائل بقوله معارف القرآن الكريم، ولكن إن كان يقصد بذلك نفس القرآن فكلامه باطل لأنا نقول: إن القرآن كلام الله حقيقة تكلم به سبحانه وأنزله على نبيه الكريم بواسطة الأمين جبريل وهو نفسه الذي في اللوح المحفوظ، وقد بينا طرفا من هذا في الفتوى رقم: 3988, والفتوى رقم: 125860.

وأما قوله " لا يمكن كشف تفاصيله ......." الخ , إن أراد بذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم يعلم من القرآن فوق ما يعلمه سائر المسلمين فهذا مسلم لا خلاف فيه, وأيضا فإن الناس تختلف أفهامهم في كتاب الله جل وعلا, فالعلماء الراسخون يعلمون من كتاب الله سبحانه فوق ما يعلمه غيرهم، وفي الحديث: أن أبا جحيفة رضي الله عنه قال: قلت لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه: هل عندكم شيء من الوحي إلا ما في كتاب الله؟ قال: والذي خلق الحبة وبرأ النسمة ما أعلمه، إلا فهما يعطيه الله رجلا في القرآن، وما في هذه الصحيفة، قلت: وما في الصحيفة؟ قال: العقل، وفكاك الأسير، وأن لا يقتل مسلم بكافر. رواه البخاري.

أما بخصوص الدعاء المذكور ففيه شيء من الغموض ولكنا نقول على سبيل العموم: لا مانع من الدعاء بكل أمر مشروع ما لم يصل الدعاء إلى حد الاعتداء, وقد بينا ماهية الاعتداء في الدعاء وذكرنا أمثلة له في الفتاوى ذوات الأرقام التالية : 94830, 23425, 49055

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني