الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم صلاة المغلوب على أمره في الكلام

السؤال

السؤال: هل عليّ قضاء الصلوات التي ترددت فيها في السلام من الصلاة بسبب الوسواس حيث بدلا من أقول(السلام عليكم ورحمة والله) نطقت خطأ بحرفين فقط من السلام حيث قلت ( السـّـ ) ثم سكت قليلاً ثم نطقت بالتسليم كاملا. فهل تبطل الصلاة أم أن النطق بالحرفين من كلمة السلام لا تبطل الصلاة ويلحق بالتلعثم؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فما دمت أتيت بلفظ السلام كاملاً فإن صلاتك صحيحة ولا يلزمك إعادتها، ولا تبطل صلاتك بقولك قبل التسليم الكامل (السـ) لا سيما وأنت مصاب بالوسواس القهري، وصاحب هذا الوسواس في حكم المغلوب على أمره نسأل الله لك الشفاء، وقد ذكر الفقهاء أن المغلوب عليه في الكلام في الصلاة لا تبطل صلاته.

قال ابن قدامة في المغني: القسم الثالث: أن يتكلم مغلوباً على الكلام، وهو ثلاثة أنواع: أحدها أن تخرج الحروف من فيه بغير اختياره، مثل أن يتثاءب، فيقول: هاه، أو يتنفس، فيقول: آه أو يسعل، فينطق في السلعة بحرفين، وما أشبه هذا أو يغلط في القراءة، فيعدل إلى كلمة من غير القرآن، أو يجيئه البكاء فيبكي ولا يقدر على رده، فهذا لا تفسد صلاته نص عليه أحمد.

ولو أن المصلي غير الموسوس قال (السـ) ثم سكت شكاً منه في إتمام الصلاة ثم تيقن إتمامها وسلم فقال (السلام عليكم) صحت صلاته ولم تبطل، لأن غايته أنه أتى بقول مشروع في موطنه ثم شك فيه ثم أعاده لما تيقن.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني