الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يطرد الابن تجنبا لضرره ولردعه عن سوء أفعاله

السؤال

سؤالي هو: لي أخ منذ أن خطب زوجته وهو عاق لوالدي ويهيننا ـ نحن إخوته ـ ويحقد على إخوته حتى تكون في الصورة، كانت أختي في حالة خطيرة ومحتاجة إلى دم وكانت فصيلته مطابقة لفصيلتها ولم يعطها الدم، بل الأمر أنه عندما اتصل به أبي ليطلب الدم قال له مع زوجتي وسألها وقالت له لا تعطيها ولم يعطها وغير ذلك الكثير من المواقف، أما آخرها فإنه ضرب أخي على رأسه بقطعة من الحديد حتى أغرقه في دمه حتى إننا ظننا أنه لن يعيش، ولله الحمد أنه لم يصبه شيء خطير، مع العلم أنه ضربه أكثر من مرة وكأنه يريد قتله وعدد الضربات تقريبا 7 على رأسه ووجهه أحمد الله حمداً كثيراً على أنه لا زال بيننا وبعدها هرب وبعد أن عاد والدي من الخارج قام أبي بإرسال زوجته إلى أهلها، لأن زوجها هرب فلا داعي لوجودها وبعد أن جلسنا كعائلته وتناقشنا في الموضوع كان قرار والدي النهائي أنه لا يرجع للبيت من جديد ـ فهو يسكن في شقة فوق منزلنا والبيت كله لأبي ـ تأديبا له، لأنه وصل إلى مرحلة الغرور ولا يقتنع أنه يفعل خطأ أبداً وللعلم فإن أمي وأبي في مدة زواجه كلها التي هي سنتان يحاولان أن يفهماه أن الذي يفعله خطأ ولم يفهم وتم تهديده من قبل بإخلاء الشقة ولم يهتم، لأنه يعلم أن أمي لا تتحمل فراقه فاستغل هذه النقطة، أريد الإفادة وهل قرار أبي سليم؟ وأطلب منك أن تقول شيئا لأمي يصبرها على فراقه وادعو له بالهداية؟ جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله تعالى أن يصلح أخاكم هذا وأن يلهمه رشده وأن يقيه شر نفسه وسوء عمله إنه سميع مجيب، ومن أهم ما نرشدكم إليه هو الدعاء له والتضرع إلى الله سبحانه ولا سيما في الأحوال والأوقات التي تكون أرجى لإجابة الدعوات، وراجعي بهذا الخصوص الفتويين رقم: 23599، ورقم: 32655.

وتصرفاته هذه التي ذكرتها عنه فيها نوع من السفه والطيش وسعي في الفساد في الأرض بقطيعة الرحم ومحاولة قتل النفس التي حرم الله بغير حق، فيجب عليه أن يبادر إلى التوبة وينبغي أن يبذل إليه النصح والتوجيه الحسن عسى الله أن يوفقه إلى جادة الصواب، وما دام أبوك المالك لهذا البيت فله الحق في طرده منه بل قد يكون هو الصواب إن خشي ضرر هذا الولد العاق على الساكنين معه في المنزل، أو كان طرده من المنزل رادعاً له عن سوء فعاله، وأما إن كان ذلك قد يزيده عتوا وعناداً فالأولى عدمه.

وعلى كل حال، فتقدير المصالح والمفاسد من وراء طرده يرجع تقديرها إلى والدك بحسب ما يظهر له بعد النظر والتفكر، ونوصي أمك بالصبر على فراقه، فعاقبة الصبر خير، وتراجع الفتوى رقم: 18103، وهي عن فضل الصبر.

ولتعلم أنه لا بد من القسوة والعقوبة أحياناً لمن نحب ونرحم والله تعالى هو أرحم الراحمين يعاقب المسيء ويثيب المحسن، كما أننا نوصيها بكثرة الدعاء له، فدعوة الوالد لولده مستجابة، ففي سنن ابن ماجه بإسناد حسن عن أبي هريرة ـ رضي الله ـ عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ثلاث دعوات يستجاب لهن لا شك فيهن: دعوة المظلوم، ودعوة المسافر، ودعوة الوالد لولده.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني