الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

زوجي دائما يستفزني بأشياء تغضبني كثيرا لدرجة الدعاء على نفسي وعليه, يستفزني بقول وفعل أو بيني وبينه أو أمام الناس. وعندما أعاتبه دائما يقول لي أحب أن أراك غاضبة هذا شيء يفرحني, وبعد اليأس منه قلت له أن يعاهد الله أن لا يستفزني مرة أخرى وحلفته بالله أن لا يفعلها, وقال أعاهد الله على عدم استفزازك, ولم تمر فترة الأسبوع حتى عاد لما كان عليه. أرجوكم ماذا أفعل وما حكم نقض العهد مع الله؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالعلاقة بين الزوجين ينبغي أن تقوم على التوّاد والتراحم والتفاهم والتغاضي عن الهفوات ومراعاة كلٍّ منهما لظروف الآخر، وأن ينظر كل منهما إلى الجوانب الطيبة في أخلاق الطرف الآخر، فالواجب على زوجك أن يعاشرك بالمعروف ويجتنب الإساءة إليك وتعمد ما يغضبك بغير حق، والذي ننصحك به أن تصبري وتنصحي زوجك برفق وتبيني له أن الإحسان إلى الزوجة من أخلاق الأبرار الصالحين ومن الأعمال الصالحة التي أوصى بها رسول الله صلى اله عليه وسلم، ويمكنك أن تطلعيه على كلام أهل العلم في ذلك أو تكلمي بعض الأقارب الصالحين ممن يقبل قولهم لينصحوه في ذلك، ولا يجوز لك الدعاء على نفسك، ولا الاعتداء في الدعاء على زوجك، والأولى أن تجتهدي في الدعاء بالخير والصلاح لك ولزوجك فإن الله قريب مجيب.

وأما ما كان من زوجك من نقض العهد مع الله فعليه التوبة إلى الله منه، والأحوط أن يكفر عنه كفارة يمين.

قال ابن تيمية : وَأَمَّا مَا وَجَبَ بِالشَّرْعِ إذَا نذره الْعَبْدُ أَوْ عَاهَدَ عَلَيْهِ اللَّهَ أَوْ بَايَعَ عَلَيْهِ الرَّسُولَ أَوْ الْإِمَامَ، أَوْ تَحَالَفَ عَلَيْهِ جَمَاعَةٌ فَإِنَّ هَذِهِ الْعُقُودَ وَالْمَوَاثِيقَ تَقْتَضِي لَهُ وُجُوبًا ثَانِيًا غَيْرَ الْوُجُوبِ الثَّابِتِ بِمُجَرَّدِ الْأَمْرِ الْأَوَّلِ فَيَكُونُ وَاجِبًا مِنْ وَجْهَيْنِ، وَكَانَ تَرْكُهُ مُوجِبًا لِتَرْكِ الْوَاجِبِ بِالشَّرْعِ وَالْوَاجِبِ بِالنَّذْرِ هَذَا هُوَ التَّحْقِيقُ وَهُوَ رِوَايَةٌ عَنْ أَحْمَدَ. الفتاوى الكبرى. وانظري الفتوى رقم : 29746.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني