الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الاعتذار إلى النبي صلى الله عليه وسلم عند فعل المعصية غير مشروع

السؤال

هل تجوز مخاطبة النبي محمد صلى الله عليه وسلم سواء سرا أو جهرا؟ وهل يسمع ما أقوله؟ وهل يجوز القول: آسف يا رسول الله عند القيام بمعصية لا للتوبة وإنما للاعتذار؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فمن ارتكب إثما، أو بدرت منه معصية فالمشروع في حقه وجوبا أن يتوب إلى الله سبحانه ويعتذر إليه، فإن التوبة من الذنب لا تكون إلا إلى الله سبحانه، قال تعالى: وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ {النور:31}.

أما الاعتذار إلى النبي صلى الله عليه وسلم عند فعل المعصية بقوله آسف يا رسول الله ونحو ذلك من العبارات: فهذا لا يشرع، إذ لم يثبت فيه دليل ولم يشرع الله سبحانه هذا عند المعصية، وإنما شرع عند المعصية التوبة والاستغفار، قال سبحانه: وَمَن يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللّهَ يَجِدِ اللّهَ غَفُورًا رَّحِيمًا {النساء:110}.

ولم يثبت بدليل شرعي أن الأنبياء يسمعون مثل هذا الكلام في قبورهم، هذا مع اعتقادنا بأنهم أحياء في قبورهم يصلون، ولكن هذه الحياة البرزخية لا يعلم حقيقتها إلا الله تعالى، كما سبق التنبيه عليه في الفتوى رقم: 23341.

ولكن ما ورد هو أنه من صلى على النبي صلى الله عليه وسلم فإن الله يرد عليه روحه حتى يرد عليه السلام، وقد بينا هذا في الفتوى رقم: 58991.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني