الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

درجة دعاء (اللهم لك الحمد حمدا طيبا مباركا..)

السؤال

سائل يسأل: ما صحة هذا الحديث: اللهم لك الحمد حمدا طيبا مباركا كثيرا كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك، اللهم لك الحمد حتى ترضى ولك الحمد إذا رضيت، ولك الحمد بعد الرضى؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد روى البخاري وغيره عن رفاعة بن رافع الزرقي ـ رضي الله عنه ـ قال: كنا نصلي وراء النبي صلى الله عليه وسلم فلما رفع رأسه من الركعة قال سمع الله لمن حمده، قال رجل من ورائه ربنا ولك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه، فلما انصرف قال من المتكلم؟ قال أنا، قال رأيت بضعة وثلاثين ملكا يبتدرونها أيهم يكتبها أول. وهذا حديث صحيح بلا خلاف.

وأخرج ابن ماجه عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثهم فقال: إن عبدا من عباد الله قال: يا رب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك ولعظيم سلطانك فأعضلت بالملكين فلم يدريا كيف يكتبانها فصعدا إلى السماء فقالا: يا ربنا إن عبدك قد قال مقالة لا ندري كيف نكتبها؟ فقال الله عز وجل ـ وهو أعلم بما قال عبده: ماذا قال عبدي؟ قالا: يا رب إنه قد قال: يا رب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك ولعظيم سلطانك ـ فقال الله لهما: اكتباها كما قال عبدي حتى يلقاني عبدي فأجزيه بها. قال الألباني: حديث ضعيف.

وقد سبق بيان ذلك في الفتوى رقم: 65961.

أما بقية الحديث فقد ورد في كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال: عن أنس قال: أدعو لكم بدعوات سمعتهن من رسول الله صلى الله عليه وسلم، دعا بهن لأهل قباء؟ اللهم لك الحمد في بلائك وصنيعك إلى خلقك، ولك الحمد في بلائك وصنيعك إلى أهل بيوتنا، ولك الحمد في بلائك وصنيعك إلى أنفسنا خاصة، ولك الحمد بما هديتنا، ولك الحمد بما سترتنا، ولك الحمد بالقرآن، ولك الحمد بالأهل والمال، ولك الحمد بالمعافاة، ولك الحمد حتى ترضى، ولك الحمد إذا رضيت يا أهل التقوى، ويا أهل المغفرة. قال: وفيه نافع أبو هرمز متروك.

وبهذا يعلم أن هذا الدعاء لم يرد في حديث واحد، بل هو مجموع من أكثر من حديث بعضها صحيح وبعضها ضعيف, وإن كان المعنى في كل حسن, يشرع الثناء به على الله سبحانه.

والله أعلم.


مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني