الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عصاة الموحدين هل سيأخذون كتابهم باليمين

السؤال

سؤالي: كيف سيأخذ عصاة الموحدين ـ الجهنميون ـ كتبهم يوم القيامة؟ أبأيمانهم، أو شمائلهم، أو من وراء ظهورهم؟ وهل سينادى على رؤوس الخلائق بذنوبهم ومعاصيهم؟ أم ماذا؟ وهل سيسترهم الله؟ أرجو أن تزودوني بالدليل من الكتاب، أو السنة إن أمكن.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلم نقف على نص صريح يبين أن عصاة المؤمنين يأخذون كتبهم بأيمانهم، أو بشمائلهم، والذي ثبت في نصوص الوحي أن المؤمن يأخذ كتابه بيمينه وأن الله يستر عليه في الآخرة كما ستر عليه في الدنيا، وأن الكافر يأخذ كتابه بشماله وكذلك المنافق، فعن ابن عمر ـ ضي الله عنهما ـ قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: يدنى المؤمن من ربه يوم القيامة حتى يضع عليه كنفه ثم يقرّره بذنوبه فيقول: هل تعرف؟ فيقول: يا رب أعرف حتى إذا بلغ منه ما شاء الله أن يبلغ، قال: إني سترتها عليك في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم، قال ثم يعطى صحيفة حسناته، أو كتابه بيمينه، قال: وأما الكافر، أو المنافق فينادى على رؤوس الأشهاد أو في الأشهاد: هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ألا لعنة الله على الظالمين. رواه ابن ماجة وصححه الألباني.

وقد توقف بعض أهل العلم في المؤمن العاصي، ورجح بعضهم أن جميع المؤمنين يأخذون كتبهم بأيمانهم، قال النفراوي المالكي في الفواكه الدواني: فأما المؤمن الطائع فيأخذ كتابه بيمينه، والكافر يأخذ كتابه بشماله ووقع التوقف في المؤمن العاصي، والمشهور أنه يأخذ كتابه بيمينه، ومقابلة المؤمن بالكافر تدل على المشهور.

وجاء في شرح العقيدة الطحاوية للشيخ صالح آل الشيخ: هل العاصي يُعْطَى كتابه بيمينه أم بشماله؟ قال: أما الذي يُعْطَى كتابه يوم القيامة بشماله فهو الكافر، يُعْطَى كتابه بشماله وراء ظهره، أما المؤمن فيُعْطَى كتابه باليمين سواءٌ أكَانَ من السابقين أم من المقتصدين أم ممن ظلم نفسه، ثم يأتي بعد ذلك الحساب والوزن ثم تأتي الْمُجَازات.

وسبق أن بينا أن أصحاب المعاصي من المسلمين إذا مات الواحد منهم فهو تحت مشيئة الله تعالى يوم القيامة فإن شاء عذبه على ذنوبه ثم أدخله الجنة، وإن شاء عفا عنه، ولا يخلد أحد منهم في النار، وانظر الفتاوى التالية أرقامها: 121210، 39849، 40747، وما أحيل عليه فيها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني