الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم استعمال الزيوت المخلوطة بشوك القنفذ

السؤال

هناك وصفة للشعر من مكوناتها شوك القنفذ بعد طحن هذا الشوك الذي يؤخذ من حيوان القنفذ يستعمل مع زيوت، والسؤال: هل يجوز استعمال هذه الوصفة؟ وهل تعتبر نجسة؟ وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فهذا الشوك إن كان يؤخذ من القنفذ حال حياته فهو طاهر, وكذا إن كان يؤخذ منه بعد تذكيته الذكاة الشرعية فهو طاهر يجوز الانتفاع به، لأن الراجح أن القنفذ تحله التذكية، ولتنظر الفتوى رقم: 23708

وأما إذا لم يذك فهو ميتة, فإن قلنا إن شوك القنفذ كشعر الميتة جاز الانتفاع به عند الجمهور القائلين بأن شعر الميتة طاهر, وإن قلنا هو كعظم الميتة، فالانتفاع به عند القائلين بطهارة عظم الميتة جائز أيضا, والقول بطهارة عظم الميتة هو اختيار شيخ الإسلام ـ رحمه الله ـ وأما على القول بنجاسة عظم الميتة وبأن شوك القنفذ كعظم الميتة فلا يجوز الانتفاع به إذن لغير حاجة, جاء في حاشية البجيرمي: ومنه شعر القنفذ فيجوز أي الاستنجاء به منفصلا من مذكى، أو حي, وإلا فلا، هكذا رأيت التفصيل بخط الميداني.

وفي حاشية الأجهوري: التردد في شعر القنفذ هل يلحق بالشعر أو العظم؟. انتهى.

وعليه، ففي الحال التي يحكم فيها بنجاسة شوك القنفذ فإنه لا يجوز استعماله في الغرض المذكور لغير حاجة كما مر, فإن التلطخ بالنجاسة في البدن لغير حاجة لا يجوز، كما ذكرنا ذلك بالفتوى رقم: 51944

فإن وجدت حاجة داعية إلى استعماله كالتداوي مثلا فلا حرج في استعماله إذن، ولتنظر الفتوى رقم: 139844.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني