الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم تعظيم شعائر الكفر على سبيل اللهو

السؤال

كنت أقرأ في فتاويكم عن مسائل الإيمان والكفر وعرفت أشياء كثيرة لم أكن أعرفها وأن الإنسان قد يفعل أشياء تذهب بإيمانه دون أن يدري وقد تؤثر على عقد زواجه وتذكرت موقفا حدث لي منذ عامين وأود أن أعرف فتواكم هل يؤثر على عقد زواجي أم لا؟ فقد كنت أشعل شمعه وتذكرت أفلام اليابانيين - التي كنت أشاهدها قديماً - وقمت بالتحية للشمعة بعد أن أوقدتها مثل تحيتهم - صعود وهبوط فقط - وفعلت ذلك على سبيل اللعب لا أكثر وأتذكر أن نفسي قد نهتني وأنه قد يكون حراما فعل ذلك، لكن فعلت ذلك من باب اللعب وبعدها ندمت ندما شديداً من داخلي وقلت في نفسي إنه ما كان ينبغي فعل ذلك ولم أتذكر هل استغفرت كثيراً أم لا؟ كل ما أتذكره أنني ندمت والآن كل ما أتذكر الموقف أندم وأستغفر، وسؤالي: هل يؤثر ذلك على عقد زواجي؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فهذا التصرف الذي وقع منك غير جائز، لأنه من جنس تعظيم ما لم يأذن الله بتعظيمه وهو أيضاً من التشبه بالكفار في طقوسهم وكل ذلك محرم، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من تشبه بقوم فهو منهم. أخرجه أبو داود وغيره، وصححه الألباني.

جاء في كتاب: المفصل في شرح حديث: من بدل دينه فاقتلوه: قول الرسول صلى الله عليه وسلم: من تشبه بقوم فهو منهم ـ يحمل على أنه يكون كافراً مثلهم إن تشبه بهم فيما هو كفر كتعظيم يوم عيدهم تبجيلاً لدينهم، أو لبس شعارهم قاصداً الاستخفاف بالدين، وإلا فإنه يكون آثماً. انتهى.

فعلم من هذا أن من تشبه بهم حباً لدينهم، أو تعظيماً له، أو استخفافاً بالإسلام فإنه يكون كافراً مثلهم، أما من فعله بقصد اللهو مثلاً كما حدث منك فإنه لا يكفر ولا يؤثر ذلك على نكاحه، ولكن هذا لا ينفي أنه أتى ذنباً يستوجب منه التوبة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني